يروج بعض الدعاة لفكرة أن هناك وعد نبوي بالخلافة الراشدة وأن الخلافة الراشدة كانت عقب عهد النبوة ثم ستعود قرب آخر الزمان او في آخر الزمان، ومن الأحاديث التي تروى في هذا السياق الحديث المنسوب للنبى صلى الله عليه وسلم، والذي لم يرد في كتب الصحاح ولكنه ورد في مصادر أخر للحديث والحديث رواه حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. رواه الإمام أحمد في المسند. قال الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء الخامس ص 152: “رواه أحمد في ترجمة النعمان، والبزار أتم منه، والطبراني ببعضه في الأوسط ورجاله ثقات.
والحديث في مسند الطيالسي تحت رقم438 بلفظ: “إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط تحت رقم6581 عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنكم في نبوة ورحمة، وستكون خلافة ورحمة، ثم تكون كذا وكذا، ثم تكون ملكا عضوضا، يشربون الخمور، ويلبسون الحرير، وفي ذلك ينصرون حتى تقوم الساعة”، ورواه أبو داود في السنن حديث رقم4611 بلفظ: “خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء”.
وحول سند الرواة في هذا الحديث اعتبر الحافظ المنذري، أحد مشاهير علم الرجال، أن زيد بن جدعان القرشي التيمي لا يحتج بحديثه.
وحول الرواية الأولى للحديث يقول ابن حجر الهيتمي : رجاله ثقات، يشعر أن في متن الحديث أمرا ينبغي التوقف عنده، وذلك أن أهل الحديث يفرقون بين قولهم: حديث صحيح. وقولهم: حديث إسناده صحيح. فالعبارة الأولى تشمل السند والمتن بالصحة، بخلاف العبارة الثانية التي قد تفيد في مفهومها أن المتن فيه ما فيه من ضعف، أو أن الذي استعمل هذه العبارة لم يتبين له وجه الحق في المتن، فتوقف. والتوقف شك، والشك يستدعي التحري.
اقرأ أيضا : الحاكمية .. إن الحكم إلا لله .. ماذا أراد بها نبي الله يوسف؟
وبالرجوع إلى الروايات المذكورة يظهر أن في متن الحديث اضطرابا. فتارة يروى بلفظ وتارة أخرى يروى بلفظ آخر. تارة بالزيادة وتارة بالنقصان. والحديث المضطرب نوع من الضعيف كما هو مقرر عند أهل الصنعة الحديثية، مضيفا أن مثل هذا الحديث الذي يحمل هذه البشارة يستحق أن يكون مشهورا مرويا في أغلب كتب السنة. والواقع أن هذا الحديث لا ذكر له في صحيح البخاري ولا في صحيح مسلم، وألفاظه مختلفة بين سنن الترمذي وسنن أبي داود