قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن خطاب الكراهية بين دواعش الشرق والغرب يدق ناقوس الخطر، وإن حادث "نيوزيلندا" الإرهابي، يشكل صيحة تحذير لأصحاب التُّهم المعلّبة التي دأب أهلها على إلصاقها بالإسلام والمسلمين، كي يتوقفوا عن سياسة الكيل بمكيالين، فليست الجريمة باسم العرق أخف وطأة من الجريمة باسم الدين، وأن التطرف سمة تجذب وتوظف تحت عباءتها كل السياقات والنصوص والاستثناءات التاريخية لتجعلها قاعدة لعملها الإرهابي.
وأضاف المرصد في تقرير بعنوان "خطاب الكراهية بين دواعش الشرق والغرب" أن التدقيق في خطاب الإرهابي "برنتون تارنت"، منفذ هجوم نيوزيلندا، المشحون بالغضب والكراهية والرغبة في الانتقام تحقيقًا للرغبة في صناعة البطل الأبيض، يؤكد أن "برنتون"، نفذ نفس الاستراتيجية الداعشية في التعامل مع الآخر، ولم يختلف عنها في شيء قط، الأمر الذي ينذر بوقوع العالم كله في براثن إرهاب أسود لا يعرف عن الإخوة الإنسانية شيئًا.
وأشار مرصد الأزهر، إلى ضرورة مواجهة خطابات الكراهية والعنصرية، التي تجاوزت الحدود وعبرت القارات، موضحًا أن الخطوات التي مر بها "إرهابي نيوزيلندا"، لتنفيذ جريمته توافق تمامًا الخطوات الداعشية بدءً من الغضب والأوهام المبنية على قناعات انتقائية، وانتهاءً بالقتل عن قناعة، يصاحبها سعادة وشعور-متوهَّم- بالبطولة.
وأكد المرصد، أن البيان الذي نشره الإرهابي "برنتون" في نحو 80 صفحة، يعلن فيه عن قناعاته وأفكاره، يدل على أنه سار على غرار "داعش"، فإذا كان التنظيم يرى أنه ينتقم للأمة ويتحدث باسمها ويناضل من أجلها، فإن ذلك الإرهابي يزعم أنه يدافع عن حقوق أمته، وأنه يفعل هذا لأجل عودة الأمة البيضاء إلى مجدها، وأنه يمثل ملايين الأوروبيين وغيرهم من الأمة البيضاء، في حين أن الجموع الحاشدة سواء في الشرق أو الغرب، ترفض أفكاره وممارساته مثلما ترفض داعش وأخواتها.
وبيَّن المرصد، أن هذا الإرهابي تتطابق أفكاره مع داعش، كذلك، في استغلال لافتة "الدفاع عن المرأة" لتعزيز خطاب الكراهية، كما أن هناك تقاربًا بينهما في توظيف الدين من أجل رفض الآخر، وإعلاء قيمة الموت على الحياة، واستغلال الأطفال والتحريض عليهم، وارتكاب الجرائم تحت مسمى "صراع الحضارات"، والتغيير بمنهج العنف، وتخويل السلطة لكل أحد بممارسة العنف ضد كل من تطاله يداه في أي مكان في العالم، وبأي سلاح كان وبأية طريقة ممكنة.