حديث الخلافة أدلة كذب وتدليس على راوي الحديث المنسوب للنبى

يتداول عدد من الوعاظ وكثير من المسلمين أحاديث حول الخلافة، ومن هذه الأحاديث ما ينسب للنبى صلى الله عليه وسلم عن طريق رواة اشتهر عنهم الكذب والتدليس، ومن هذه الأحاديث حديث سعيد عن سفينة: "الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك". وقد جاء بعدة ألفاظ بسبب اضطراب سعيد منها: "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء، أو ملكه من يشاء". ومنها "الخلافة ثلاتون سنة، وسائرهم ملوك". وهناك زيادة: "قال سعيد: فقلت له: إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم؟ قال: كذبوا بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شر الملوك". والحديث صححه أحمد وغيره.

اقرأ أيضا .. الحاكمية الخداع باللغة والتفكير خارج حدود الوعاء اللغوي للعقل والمنطق

ولكن علماء الحديث وعلم الجرح والتعديل او علم الرجال اعتبروا أن سند الحديث لا يستقيم وفيه علل خطيرة، أبرزها أن سفينة هذا رواي الحديث هو مولى فارسي، اسمه مجهول (يوجد حوالي 30 اسم منسوب له) ادعى أنه كان خادم النبي صلى الله عليه وسلم. وليس من دليل على صحبته إلا ادعاءه هذا. ولو كان خادم النبي عليه الصلاة والسلام لكان له ذكر بين الصحابة، فأينهم عنه؟ بل حتى فضائله هو اخترعها بصيغة خرافية كعادة الفرس.

قيل لسعيد: أين لقيت سفينة؟ قال: لقيته ببطن نخلة في زمن الحجاج، فأقمت عنده ثمان ليال أسأله عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت له: ما اسمك؟ قال: ما أنا بمخبرك، سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة. قلت: ولم سماك سفينة؟ قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم، فقال لي: «ابسط كساءك» فبسطته، فجعلوا فيه متاعهم، ثم حملوه علي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احمل، فإنما أنت سفينة» فلو حملت يومئذ، وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن تجفو.

وقد كانت له أحاديث منكرة مثل ما رواه سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد جاء أبو بكر رضي الله عنه بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هؤلاء ولاة الأمر من بعدي هذا». وهذا كذب إذ لو صح هذا لما اختلف أحد من الصحابة في بني ساعدة ولا أسند عمر الشورى بعده للستة.

وهناك أحاديث تشير لتشيعه مثل قوله: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طواير فصنعت له بعضها، فلما أصبح أتيته به فقال: «من أين لك هذا؟» فقلت: من الذي أتيت به أمس، قال: «ألم أقل لك لا تدخرن لغد طعاما لكل يوم رزقه؟» ثم، قال: «اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» فدخل علي، فقال: «اللهم وإلي».

وهناك قصص يروها الكذب ظاهر جدا بها. مثل قوله: " ركبت البحر في سفينة، فانكسرت فركبت لوحا منها، فطرحتني في لجة (ماء كثير تصطخب أمواجه) فيها الأسد، فقلت: يا أبا الحارث (لقب الأسد)، أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فطأطأ رأسه، وجعل يدفعني بجنبه أو بكتفه حتى وضعني على الطريق (هههه)، فلما وضعني على الطريق همهم، فظننت أنه يودعني".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إعلام إسرائيلي: تل أبيب تدرس الاستئناف على قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو