عبدالعزيز بوتفليقة.. نهاية "غير سعيدة" لرحلة 20 عاما على العرش (بروفايل)

كتب :

في أزقة الحي الضيق وتحديدًا بساحة شون قريش، كان الشاب يلعب الكرة ويلهو مع أصدقاءه، يبدو عاديًا لا يخفي له القدر مجدًا ما، يحرز أهداف تارة وتارة أخرى يضع الكرة بعيدًا عن المرمى، لم يكن يدري أنه في المستقبل سيصبح الرجل الأول في الجزائر، يجثم على صدر شعبه طيلة 20 عامًا، يدنو منه الموت فيزداد تشبثًا بكرسي الحكم، وكعادة التاريخ تكرار نفسه، يسقط اليوم عبدالعزيز بوتفليقة بعدما قدم استقالته نتيجة ضغوط شعبية ومظاهرات استمرت لعدة أسابيع.

على نحو غير مفاجئ، أخطر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، 82 عاما، المجلس الدستوري بإنهاء عهدته الرئاسية بعد نحو ساعة من بيان عن رئيس أركان الجيش دعا فيه إلى التطبيق الفوري لثلاث مواد دستورية من بينها المادة الخاصة بشغور منصب الرئيس، وقبل هذا المشهد بـ20 عامًا تولى رئاسة الجزائر سنة 1999 بعد قرابة عقدين قضاهما بعيدا عن الحكم في بلاده.

اقرأ أيضًا.. ماهي المواد الدستورية التي رفضتها المعارضة الجزائرية خلال اجتماع قايد صالح وأصر عليها الجيش؟

السيرة الذاتية للرئيس المستقيل بأمر شعبه، تقول إنه كان أصغر وزير خارجية سنا في العالم حين تولى المنصب إثر وفاة أول وزير خارجية للجزائر بعد الاستقلال، محمد خميستي، سنة 1963، ثم ذاع صيته في الدوائر الدبلوماسية خلال الفترة التي كانت فيها الجزائر طرفا فاعلا في دعم الحركات المطالبة بالاستقلال في العالم، وفي حركة عدم الانحياز، ثم ترأس، باسم بلاده، الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974. وخلال تلك الدورة، صادقت الجمعية العامة القرار 3236 الذي يؤكد حقوق الشعب الفلسطيني بـ 89 صوتاً ورفض 8 وامتناع 37.

اقرأ أيضًا.. بوتفليقة يتقدم باستقالته من رئاسة الجزائر

بداية "بوتفليقة" مع الحكم بدأت في عام 1999، عندما تقدم مرشحا مستقلا للانتخابات الرئاسية إثر استقالة الرئيس اليامين زروال، وانسحب جميع منافسيه الستة بسبب تهم بالتزوير، فخاض الانتخابات مرشحا وحيدا تحت شعار "جزائر آمنة مستقرة"، وهو شعار اختزل برنامجه السياسي، وكان من بين وعوده إنهاء العنف الذي اندلع إثر إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية سنة 1991 والتي فازت بالأغلبية فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وكانت الأزمة في الجزائر حينها قد حصدت قرابة 150 ألف شخص وخلفت خسائر بأكثر من 30 مليار دولار، ليفوز بدعم من الجيش وحزب جبهة التحريرالوطني، برئاسة الجمهورية بنسبة 79% من أصوات الناخبين.

بعد توليه الحكم، نجح الرئيس الجزائري بالفوز بولاية ثانية عام 2004 بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، وحصل بوتفليقة على 84.99% من أصوات الناخبين بينما لم يحصل بن فليس إلا على 6.42%، ثم في أبريل 2009، أعيد انتخابه لولاية ثالثة بأغلبية 90.24%، بعد تعديل دستوري سنة 2008 ألغى حصر الرئاسة في ولايتين فقط، ثم ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة سنة 2014 وفاز بها بنسبة 81.53% من الأصوات بعد حملة انتخابية أدارها بالنيابة عنه أعضاء الحكومة ومسؤولون حزبيون، وفي فبراير 2016، صادق البرلمان الجزائري على تعديل دستور آخر عاد فيه بوتفليقة إلى تحديد رئاسة الجمهورية في ولايتين على الأكثر، وتعالت أصوات الأحزاب الداعمة له، خصوصا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي، للترشح لولاية خامسة في انتخابات 2019.

أسدل الستار على قصة بوتفليقة ورئاسته للجزائر، خلال 20 عاما من حكمه شهدت الكثير من الأحداث أبرزها شائعات ظلت تطارده بوفاته أو عدم أهليته لحكم الجزائر، قبل أن تندلع احتجاجات في الشارع تجبره في النهاية على تقديم استقالته اليوم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
جنازة مهيبة.. أهالي بني سويف يشيعون جثمان عامل الدليفري ضحية نجل زوجة الشيف الشربيني (فيديو)