قدم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أسمى التهاني للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وإلى شعب مصر كله، وإلى الأمتين العربية والإسلامية ، وإلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل إلى الإنسانية كلها، بهذه المناسبة الكريمة ” الاحتفال بالإسراء والمعراج”، مؤكدًا أن أمة وشعبًا بهذا الإقبال على الله وعلى بيوت الله ، والحب لله ولرسوله وآل بيته ، شعب لا يضام أبدًا ، بحق من قال في هذا البلد :” ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِين.
وبين جمعة، أثناء احتفال وزارة الأوقاف بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد الحسن، أن الله ذكر الإسراء بقوله: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير”، مصدرًا بكلمة “سبحان” تأكيدًا على أن أمر الإسراء والمعراج ليس أمرا بشريا ، وإنما بقدرة الله العلي العظيم، مؤكدا أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معًا، وليس بالروح فقط ، تأكيدًا لقوله تعالى:” ما زاغ البصر وما طغى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”، مشيرًا معاليه إلى أن موقف العبودية لله هو موقف جميع الأنبياء والمرسلين، فحين تحدث القرآن الكريم عن سيدنا أيوب، قال تعالى :”إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” ، وقال عن زكريا :” ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ” ، مؤكدًا أن عبد الله لا يمكن أن يكون فاحشًا ولا بذيئًا ولا كذابًا.
وفي ذات السياق أكد جمعة، أن عباد الرحمن لا يمكن أن يكونوا قتلة أو مفسدين في الأرض، فكل من يواجه الإرهاب ويكف شره عن الناس فهو يعمل على إحياء النفس البشرية ، انطلاقًا من قوله تعالى : ” أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”, وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد ذكر لنا في الحديث أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه ، فجعل يغرف له به حتى أرواه ، فشكر الله له فأدخله الجنة , فما بالنا بمن يعمل على إحياء النفس البشرية، وكذا من يكتشف ويوفر علاجًا للأمراض المستعصية.
وفي ختام كلمته أكد معاليه أن المسجد الأقصى من مقدساتنا، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فهو أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى نبينا (صلى الله عليه وسلم) ، وليس لأحد أن يفرط فيه.