في 4 ديسمبر 2017 اغتال الحوثيين الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، ولكن إلى اليوم لم يدرى احداً بكواليس ماحدث قبيل مقتله، وكشفت صحيفة اللموند الفرنسية بعد عامين من اغتياله تلقيه اتصالًا قبل مقتله وتهديد بـ"ذبح ابنه".
فرضت المليشيات الحوثية حصارا خانقا على اللواء الركن مهدي مقوله والذي يرزح تحت الاقامة الجبرية لمليشيات الحوثي منذ انتفاضة ديسمبر ٢٠١٧م والتي ادت الى مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ويتهم العديد من القيادات العسكرية المؤيدة للرئيس السابق علي عبدالله صالح اللواء "مهدي مقوله" بخيانه صالح وخاصة بعد ان قام الاخير بالزج بالعديد من المقاتلين في انتفاضة ديسمبر بدون اسلحه كافيه وحصارهم داخل معسكر السواد جنوب العاصمة صنعاء وهو ماجعلهم مكشوفين لدى الحوثيين الذين استطاعوا حصارهم واسرهم .
وتعود بدايه الخلافات بين اسرة "عفاش" احد الموالين و "مهدي مقوله" بعد تحالف صالح والحوثيين وبالتحديد في عام ٢٠١٦م، بعد تعرض مباني مقوله للضرب بطيران التحالف العربي بعد رصدها لمجموعة من القاطرات المحملة بالاسلحة والتي تم نقلهن من حصن عفاش بقرية بيت الأحمر .
ونتيجة للقصف اصبحت منازل اللواء "مقوله" مدمرة بشكل كلي وهو ماجعله يحتجز كل ماتم نقله من حصن "عفاش" ورفض تسليمهن للواء الركن علي صالح الأحمر الاخ غير الشقيق للرئيس صالح وهو ماجعل الاخير يتلفض على اللواء مقوله بأنه يريد اخذ الامانات التي اودعها الرئيس صالح عنده.
حاول الرئيس السابق رأب الصدع بين اخيه ومقوله لكنه لم يتم بعد اصرار الاخير على اخذ كل مالديه كتعويض للضرر الذي لحق بمنازلة والتي قدرها باربعة مليار ريال .
لم تزحزح هذه الخلفات بين اللوائين على ثقة الرئيس السابق بمهدي مقوله نظرا لما يمتلكه الأخير من شخصية قوية وامبراطورية اقتصادية وكيف لا وقد كان مقوله الذراع الايمن لصالح حيث كان يشغل قائدا للحرس الخاص بالرئيس السابق ثم قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة .
وعلى الرغم من ثقة صالح بمقوله لكن خلافات الاخير مع بعض افراد اسرة عفاش لم يتوقف وخاصة مع الطامحين في منصب الأخير والذي كان محل انظار العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الرئاسي لصالح والذي قام بزيارة لعدن لجس نبض مقوله ومعرفته بالعمل الذي يقوم به الاخير من خلال زيارته للمنطقة الجنوبية مطلع عام ٢٠٠٧م .
لقد كان طارق يدرك جيدا اهمية المنطقة الجنوبية لذلك رشح العقيد الركن هيثم محمد صالح الأحمر لشغل منصبه بعد انتقاله للجنوب لكن هذا لم يتم بعد اندلاع وتوسع مضاهرات الحراك الجنوبي في المناطق الجنوبية .
اصبح الشك هو سيد الموقف بين الرئيس السابق وكبار قادته العسكريين فمقوله اصبح يدرك انه سيفقد منصبه لصالح قادة جدد من اسرة عفاش طامحون لشغل هذه المناصب وخاصة بعد خطاب صالح الشهير والذي ركز فيه على ضرورة احالة كبار قادة الجيش للتقاعد وكانت الانظار تتوجه نحو اللواء مقوله، واللواء صالح الضنين واللواء عبد اللاه القاضي وصولا للواء علي محسن الأحمر.
حصار "مهدى مقوله"
كان اللواء "مقوله" من ضمن اربعة قادة عسكريين اوكل اليهم الرئيس السابق مهمه الانقضاص على السلطة .
بدأت تحركات "مقوله" في المنطقة الجنوبية لصنعاء فقد اوكلها صالح عليه، تم توزيع السلاح على عجل على مجموعة من المقاتلين المواليين لهم لكن اعدادهم وعدتهم لم تكن كافيه.
عجله "مقولة" جائت بعد ان ادرك صالح انه اخطأ في تحالفه مع الحوثيين وان رقبته اصبحت قاب قوسين او ادنى من مشنقه الحوثي وخاصة بعد حصارهم لمنزل العميد الركن طارق صالح وسيطرتهم على جامع الصالح .
اتجه "مقوله" إلى مناطق طوق صنعاء الجنوبية لحشد المقاتلين وتسليحهم لكن التحشيد والتسليح لم يكن كافيًا فالحوثيين اصبحوا يسيطرون على أغلب هذه المناطق لذلك السرية والخوف كانا سيدا الموقف .
اغلب المقاتلين عادوا إلى منازلهم بحجه انه لم يتم تسليحهم وبعد مطالبتهم بالتسليح كان يقال لهم نحن لانريد من لايمتلك سلاح .
ويقول احد العسكريين ان احد الضباط قال له أين سلاحك؟ قال لقد بعناهن بعد توقف المرتبات فرد عليه نحن لانريدكم .
اتهم هؤلاء العائدين هؤلاء الضباط بانهم يريدون سرق الاسلحة والفلوس التي اخذوها من صالح لهم .
لم يحسن صالح في اختيار رجاله فأغلب الضباط قاموا باخذ كمية كبيرة من الاموال والسلاح ، والعوده بها الى منازلهم .
تحركت مجاميع مقولة الى معسكر السواد جنوب العاصمة صنعاء وهو ماجعلهم لقمة سائغة للحوثيين الذين استطاعوا حصارهم واسرهم.
كان مقوله يدير عملياته العسكرية من قريته لقد ادرك حتمه الهزيمة مبكرا وهو مايجعله يتصل لبعض الضباط بالانسحاب من السواد.
لم يكن الحوثيون غافلين عن هذه التحركات وعن مكان تواجد اللواء مقوله فقد اعدوا العدة لذلك وتم ايكال مهمه خنق مقوله لعناصر مدربة من منطقة سنحان على علم ودرايه بالمنطقة .
تم ايكال القيادي الحوثي ابو ثائر بمهمه تخطيط اماكن تواجد المدرعات والدبابات نظرا لخبرته في ذلك حيث كان يشغل عقيد في الحرس الجمهوري وكان يقود احد كتائب الدبابات ، كما تم ايكال مهمه تجميع القناصين للقياديين الحوثيين ابو جبل وابو عقيل ، والذان قاما بادخال القناصين إلى قرية مقولة .
دخلت المجاميع الحوثية بسرعة فائقة وتم حصار منزل مقوله لكنه فر بسيارة المدرعة والتي اصاباتها مجموعة من الاعيرة النارية لكنه لم يستطيع الفرار وتم القبض عليه من قبل نقطة للحوثيين شرقي القرية.
هل خان مقوله الرئيس السابق
لم يخن اللواء مقوله الرئيس السابق لكنه اساء تقدير الموقف مثل الرئيس السابق، كما ان جشعه في الحفاظ على السلاح والاموال لصالحه كانت سببا رئيسيا في انهيار الجبهة الجنوبية والتي لم يستطيعوا الصمود نظرا لقله السلاح وعدم توفر الدعم للمقاتلين من طعام وشراب .
كما ان أحد مقربي مقوله اوضح للمشهد اليمني ان صالح تلقى اتصال هاتفي بالتهديد بتصفية ابنه المتواجد في سلطنه عمان .