الأئمة من قريش .. هل فضل النبي قريشا على سائر المسلمين واحتكر لهم السلطة ؟

تتداول بعض كتب الفقه حديثا منسوبا للنبى صلى الله عليه وسلم جاء فيه : "الأئمة من قريش "، هو حديث ارتبطت به أحاديث أخرى مثل "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم"، وحيث "قدموا قريشًا ولا تقدموها، وتعلموا من قريش ولا تعالموها"، وحديث "الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" ، وهى أحاديث اشتهرت بين الدعاة وكان لها أثر سياسي بالغ في تاريخ الأمة الإسلامية.

ولكن هل يصح هذا الحديث ؟ هل قاله النبى صلى الله عليه وسلم ؟ ذهب بعض علماء الفقه إلى وجود علل في حديث تعلموا من قريش ولا تعالموها، ومن ذلك ما جاء في مسند شداد ابن أوس في صفحة 167 من أن حديث تعلموا من قريش ولا تعالموها ظاهرة الصحة ولكنه منقطع عن طريق سهل بن أبي حثمة ، وحديث قدِّموا قريشًا ولا تَقَدَّموها، وتعلَّموا منْها ولا تُعلِّموها رواه أبو هريرة ، نقله ابن عدي في الكامل في الضعفاء وحكم عنه بأنه : فيه عثمان بن عبد الرحمن منكر الحديث وعامة ما يرويه مناكير،  وهى أدلة تؤكد ضعف الحديث إسنادا وانه لا بصح الاستناد له.

ومنهم من قال إن ظاهر هذا الحديث يتناقض مع صريح القرآن الكريم مثل قوله تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم، فجعل الله في هذه الأية الأفضلية والإكرام بالتقوى لا بالمعايير الأخرى كالنسب ونحوه، بل وردت أحاديث تحذر من التفاخر بالأنساب والأحساب، وتنهى عن العصبية الجاهلية، كما يتناقض مع حديث آخر للنبى صلى الله عليه وسلم جاء فيه : ما أخرجه البخاري في صحيحه (13/121) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه ربيبة

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً