لم يعاني البشر فقط مما يحدث في ليبيا بل الحيوانات أيضاً، فالإرهاب ومحاربته من جهة والقراصنة من جهة أخرى، الذين يتسببون في انقراض الحيوانات بسبب السلاح الآلي المنتشر بكثرة في البلد "المنكوب".
حيث تحولت المناطق البرية إلى مناطق نفوذ للمليشيات ولم يعد هناك احترام لمواسم التوالد والتزاوج، التي كان الصياد الليبي يمتنع فيها عن الصيد للحفاظ على وجود الحيوانات، بل أصبحت السنة كلها موسماً لهؤلاء القراصنة.
500 ألف طائر سنويًا
ووفق تقرير سابق للجمعية العالمية الطيور يُقتل في ليبيا 503 ألف طائر سنوياً، مؤكدًا أن هناك انقراضا لبعض الأنواع البرية، كما أن هناك تناقصاً ملحوظاً في أعداد كثيرة من الحيوانات بسبب الصيد الجائر، مبيناً أن تحديد الأنواع المنقرضة يحتاج إلى بعض الوقت ومتابعة دقيقة في ظل غياب تام للدولة.
ويشير التقرير الوطني الرابع للهيئة العامة للبيئة الليبية إلى أن في البلاد 455 نوعاً من الفقاريات و3958 نوعاً من اللافقاريات، بالإضافة إلى 76 نوعاً من الثدييات، 11 نوعاً منها مهدداً بالانقراض، و113 نوعاً من الزواحف، منها نوعان مهددان بالانقراض، و356 نوعاً من الطيور، منها 41 نوعاً مهدداً بالانقراض.
كما هناك حالات انتهاك واسعة للمحميات الطبيعية، والمسجل منها دولياً ومحلياً هما محمية الكوف المحاذية لبنغازي شرقاً ومحمية الهيشة شرق سرت وسط البلاد.
أما المسجل منها محلياً فيفوق عددها الـ 15 موقعاً، كما أنه "تم تجريف أكثر من ألف هكتار في محمية الكوف، وهذا ما أدى إلى تهديد الحياة البرية فيها، فتعرضت أشهر حيواناتها للانقراض، مثل الضبع والسلحفاة التي يتم تهريبها خارج الوطن، وغالبيتها تعرضت لعمليات صيد جائر بواسطة أسلحة آلية، خاصة محمية الهيشة المعروفة بوجود الودان والغزال فيها.
محمية الشعافيين
وتقول الصحيفة إن محمية الشعافيين، شرق طرابلس، تعرضت لحرائق متعمدة من مسلحين يسعون إلى ضم هكتارات منها إلى ملكياتهم الخاصة، وتؤكد الصحيفة أن الثعلب الأحمر والقنفذ وصيد الليل والضبع والبوم، التي اشتهرت بها هذه المحمية، معرضة للانقراض، كما أن محمية صبراتة، غرب طرابلس بحوالي 70 كم، لا تزال تتعرض للتجريف من المليشيات التي تسعى إلى استغلالها ملكيات خاصة للبناء عليها أو بيعها.
الأنواع البرية المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر، حددها التقرير بأنها الفهد المرقط والودان وغزال دوركس والقط البري والسلحفاة المصرية.
أما في الجنوب الليبي فيبدو الأمر أكثر خروجاً عن المألوف. ويصف حسين دية، وهو عسكري انضم إلى وحدات الجيش التي دخلت الجنوب أخيراً، مسلحي المليشيات في مناطق الجنوب بـ "الجزارين"، قالت الصحيفة "كانت تلك المشاهد اعتيادية، والأغرب أنهم يقتلون عشرات الحيوانات ويتركونها في العراء لأن غالبيتها يحرم الشرع أكلها".
وعلى الرغم من انتشار وحدات الجيش وسرايا الاستطلاع في غالبية مناطق الجنوب الليبي، فإن دية يؤكد أن ظاهرة من يصفهم بـ "الجزارين" تراجعت، لكنها لم تنته.