يتوجه الناخون الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، الثلاثاء المُقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الـ21، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها "استفتاء" على الحُكم طويل الأمد لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتُجرى الانتخابات على الـ120 مقعدًا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). سيتنافس أكثر من 40 حزبًا، بما فيهم حزبا نتنياهو وجانتس، والأحزاب الدينية الأرثوذكسية المتطرفة، والفصائل العربية والحركات الهامشية مثل حزب القراصنة.
يُتوقع أن تحصل حفنة قليلة فقط على 3.25 بالمائة من الأصوات اللازمة لتجاوز العتبة الانتخابية والحصول على 4 مقاعد كحد أدنى في الكنيست. وفي الانتخابات الأخيرة، شكّلت 10 أحزاب الكنيست.
لم يفُز أي حزب إسرائيلي بالأغلبية المطلقة، بما يُجبر الأحزاب الكبيرة على تشكيل ائتلافات مع حلفاء أصغر.
بعد الانتخابات، سيعقد الرئيس لقاءً مع رؤساء الأحزاب ويختار الحزب الذي يعتقد أنه أكثر قدرة على تشكيل ائتلاف. هذا الحزب، الذي عادة وليس دائمًا ما يكون الفصيل الأكبر، سيكون أمامه 4 أسابيع لتشكيل ائتلاف.
ستُمنح حكومة الاحتلال الجديدة فترة ولاية مدتها 4 سنوات، لكن الخلافات بين أحزاب الائتلاف غالبًا ما تؤدي إلى انتخابات مبكرة.
في حالة تعذّر على أيٍ من الأحزاب اليمينية أو اليسارية تشكيل ائتلاف، يُحتمل أن تُجري إسرائيل انتخابات ثانية في نوفمبر.
منذ الانتخابات الإسرائيلية عام 1977، التي أتت بالانقلاب السياسي الأول، وأطاحت حكم اليسار الإسرائيلي، رفع اليمين المتطرف شعاراً للفكر الصهيوني القديم " من النيل إلى الفرات" لكن مع تغيير في المناخ السياسي أو الاجتماعي، يبدو أن الانتخابات الحالية في إسرائيل، المقررة في 9 إبريل الحالي، ستُحسم ليس بفعل التوتر الأمني مع قطاع غزة، أو ملفات الفساد التي يواجهها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بقدر ما ستحسمها النتيجة الانتخابية التي سيحصل عليها حزب "الماريجوانا" أو ما يعرف بحزب "زهوت" الذي يعلن زعيمه المتطرف "موشيه فيجلين" أن أحد أهم شروطه لبناء الائتلاف الحكومي المقبل سيكون القبول بتشريع نبتة الماريجوانا، وتسهيل بيعها في السوق بحرية مطلقة، كما هو الحال في بعض الدول الغربية خاصة هولندا.
وقالت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" أن حزب "فيجلين" يحقق عدداً أكبر من المقاعد وفق الاستطلاعات، بفعل تبنّيه شعار تشريع استخدام الحشيش، حتى قبل ثلاثة أسابيع، كان نتنياهو واثقاً من الفوز، على الرغم من كل قضايا الفساد التي تلاحقه، ومن أن استطلاعات الرأي كانت تمنح حزب "كاحول لفان" بقيادة الجنرال "بني غانتس"، تفوقاً في عدد المقاعد، إلا أن إجمالي عدد المقاعد للأحزاب المؤيدة لنتنياهو كان يمنح الأخير ائتلافاً حكومياً واسعاً يعتمد على ما لا يقل من 62 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست.
وفي مارس الماضي يبدو أن "موشيه فيجلين"، زعيم حزب "زهوت يهوديت"، سيتمكّن من اجتياز نسبة الحسم، والحصول على 4 مقاعد على الأقل، ويوماً بعد يوم، ومن استطلاع لآخر، بدا أن فيجلين يحقق عدداً أكبر من المقاعد ويصل إلى شرائح جديدة، من اليمين واليسار، خاصة أقصى اليسار، فقط بفعل تبنيه ورفعه شعار تشريع استخدام الحشيش وبيعه في الأسواق.
أثارت هذه النتائج الكثير من الجدل في إسرائيل، لكنه كان جدلاً مصحوباً بكثير من الاستخفاف وربما الدعابة، إلى أن "فيجلين" نفسه يعلن أنه ليس في جيب أحد، وأخذ يطرح مطالب محددة مقابل مجرد تأييده لتكليف أي من زعيمي الحزبين الأكبرين، بنيامين نتنياهو، أو غانتس، لدى رئيس الدولة لتشكيل الحكومة المقبلة.
من هو زعيم حزب الزهوت "الماريجونا"
"فيجلين" الذي كان عام 2013 عضواً في الكنيست عن "الليكود" وشكل معارضة يمينية داخل الحزب لنتنياهو، ما دفع الأخير إلى التخلص منه في الانتخابات التمهيدية عام 2015، طرح مطلبين رئيسيين: وزارة التربية والتعليم، ووزارة المالية، إلى جانب التعهد بتمرير قانون تشريع استخدام الماريجوانا.
حتى ظهور "فيجلين" وشرائه لحقوق حزب "الورقة الخضراء" الذي نافس في كل دورة انتخابية منذ عام 1999 تحت راية تشريع استخدام الحشيش، كان يُنظر إلى الحزب وأنصاره نظرة استخفاف من مجمل الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل، مصحوبة بازدراء بارز من هذا السقوط الأخلاقي.
لكن الصورة تغيرت هذا العام، ففي 8 مارس، أعلن نتنياهو لأول مرة، في محاولة لاحتواء أنصار الحزب واستمالتهم لـ"الليكود" وللتصويت له، أنه يدرس إمكانية تشريع استخدام الحشيش، علماً بأن هناك حركة واسعة في إسرائيل تطالب برفع كل القيود عن استخدام الحشيش لأغراض العلاج، لكن هذا الإعلان لم يبد جدياً بقدر ما بدا أنه مناورة انتخابية.
وبعد أن عادت الاستطلاعات لتثبت قوة حزب "زهوت" بقيادة فيغلين كحزب سيحصل على 7 مقاعد، وأن جمهور ناخبيه هم من الشباب واليسار وحتى من التيار الديني الصهيوني، عاد نتنياهو من جديد، ليعلن أول أمس، بشكل رسمي وأكثر جدية، أن "من يريد تشريع استخدام الحشيش عليه التصويت لليكود"، مظهراً حجم هلعه من سيناريو تفوّق فيجلين وحصوله على 7 مقاعد من دون التزام بدعم ترشيحه لتشكيل الحكومة المقبلة.
وانتقلت عدوى منافسة فيغلين وشعار تشريع استخدام الحشيش، إلى زعيم "اليمين الجديد" نفتالي بينت، الذي شنّ، أمس الأربعاء، هجوماً على فيغلين، موجهاً خطابه لشريحة الشباب في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، ومذكراً إياهم أن فيغلين ليس يمينياً بما فيه الكفاية، بل هو يساري، وأن التصويت له سيأتي بالجرافات لهدم المستوطنات والبؤر الاستيطانية وإخلائها.