بعد غياب قصير عاد السفير السابق أحمد عبد العزيز القطان سفير المملكة لدى مصر الى الأضواء بعد توليه منصب بدا "مستحدثا " فى الوسط السياسي السعودى ربما يُكشف عن جدواه فى قابل الأيام ، وهو منصب "وزير الدولة السعودي لشؤون أفريقيا" ، بعد أن ترك منصبه كسفير للسعودية في مصر وهو اختيار قد يكون له دلالات ذات مخزى سياسي أن يكون الشخص الذي يمسك حقيبة وزارية غريبة على الأسماع في السعودية سفيرها السابق في القاهرة يجعل الأمر مثيراً للتساؤلات ، فمنصب وزير الشئون الأفريقية هو منصب غريب حتى على أسماع السعوديين الذين اعتادوا متابعة أخبار بلادهم دوما ً، ولكن هذه المرة أتى الأمر بشكل مفاجئ فلأول مرة يسمعون عن مسمى وزارة للشئون الأفريقية يشغلها وزير لم يظهر من قبل في اجتماعات مجلس الوزراء السعودي الذي يعقد في يوم الثلاثاء من كل أسبوع ويحظى بتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام السعودية الرسمية وغير الرسمية وتنشر قراراته مسبوقة بأسماء المشاركين فيه الاف المواقع السعودية التي تحظى بدعم سخي من وزارة الإعلام في المملكة.
عودة القطان للأضواء هده المرة بدا مختلفاً من حيث الرفقة اذ جاء برفقة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي في زيارته المفاجئة للعاصمة السعودية الرياض، ليعلن فيما يبدو عن ربما جزء نن طبيعة اهتمامات المنصب والوزارة الجديدة ومهام عملها ، وهى زيارة لم تكن مجدولة ولم يعلن عنها من قبل، بل انه لم يزر أى مسئول ليبي على أى مستوى الرياض منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي رتب لها العقيد القذافي بعد قمة شرم الشيخ في مصر سنة 2003 لاستهداف حياة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
كانت مرافقة القطان لحفتر في الرياض ضمن لقاءات عقدها حفتر مع مسئولين أمنيين وعسكريين سعوديين بارزين منهم رئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، ومساعد وزير الدفاع محمد بن عبد الله العايش، وهى لقاءات سبقت لقاء حفتر مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان
والقطان ليس غريبا عن مصروقضاياها المحلية والإقليمية ، اذ ان القطان قضى طفولته في مصر منذ أن كان عمره 6 سنوات حيث حضر إلى مصر عام 1959م، حينما كان عمره 6 سنوات، والتحق هو وإخوته بمدرسة دار التربية، التي تملكها أستاذة التربية المعروفة نوال الدجوي في القاهرة، ودرس بها حتى أنهى المرحلة المتوسطة “الإعدادية”، وعاش تلك المدة مع والدته إخوته ، اذ أن والده تعلّم في بداية حياته في مصر، فرأى مناسبة المناخ العلمي والدراسي في مصر لهم، على الرغم أنه لم يكن للوالد عمل في مصر في ذلك الوقت، ثم عادة القطان إلى مصر مجددا في عام 1979 ليدرس الاقتصاد في جامعة القاهرة قبل أن يعود للسعودية ليبدأ مسيرة عمله الدبلوماسي والذى يبدو انه قد يقدم فيه طرحاً ربما يبدو مختلفاً او " مستخدثاً " داخل اروقة الحقيبة الدبلوماسية السعودية