أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استقالته، يوم 2 أبريل الجاري، قبل نهاية فترة ولايته الحالية، التي كان من المقرر انتهاؤها نهاية الشهر الجاري،واستقال بوتفليقة عقب موجة من الاحتجاجات شهدتها الجزائر لمناهضة الحكومة، ورفض خططه للسعي لولاية خامسة منذ أواخر فبراير الماضي.
وجاءت استقالته، عقب مطالبة قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، في وقت سابق من ذات اليوم، باتخاذ قرارات حاسمة لحل الأزمة السياسية، إضافة إلى مطالبته بوتفليقة بالتنحي فورا"،وخرج آلاف الجزائريين للاحتفال بقرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الاستقالة من رئاسة البلاد.
3 ابريل
-الشغور الدستوري
وفي يوم 3 أبريل، عقب يوم من استقالة بوتفليقة، بدء اجتماع المجلس الدستوري لإقرار حالة الشغور الرئاسي.
وحسب المادة 102 من الدستور، ففي حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا ويثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهوريّة، وذلك وفقا لموقع قناة "النهار" الجزائرية.
ويتولى رئيس مجلس الأمة مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها تسعون (90) يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية، ولا يحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية.
اقرأ ايضاً.. مصدر في الجيش الليبي: طرابلس ستكون بحوزتنا خلال 48 ساعة
ورغم أن الفريق أحمد قائد صالح هو الاسم الأبرز، الذي ظهر خلال الأزمة الأخيرة في الجزائر، إلا أن هناك أسماء أخرى، يمكن أن تكون ضمن الأسماء المرشحة لخلافة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، تضم جنرالا متقاعدا وسيدة، ومرشحا سابقا للرئاسة الفرنسية.
-خطاب الوداع
وجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المنتھية عھدته رسالة إلى الشعب الجزائري ذكر فيھا بما قام به خلال الفترة التي قضاھا على رئاسة الدولة، طالبا من الجزائريين والجزائريات ”المسامحة والمعذرة والصفح عن كل تقصير“ ارتكبه في حقھم.
وجاء نصاً كالتالي:" لآن و قد أنھيت عھدتي الرابعة، أغادر سدة الـمسؤولية و أنا أستحضر ما تعاونا عليه، بإخلاص وتفاني فأضفنا لبنات إلى صرح وطننا وحققنا ما جعلنا نبلغ بعض ما كنا نتوق إليه من عزة وكرامة بفضل كل من ساعدني من بناته وأبنائه البررة.
عما قريب، سيكون للجزائر رئيس جديد أرجو أن يعينه الله على مواصلة تحقيق آمال وطموحات بناتھا وأبنائھا الأباة اعتمادا على صدق إخلاصھم وأكيد عزمھم على الـمشاركة الجادة الحسية الـملـموسة، من الآن فصاعدا، في مواصلة بناء بلادھم بالتشمير على سواعدھم و بسداد أفكارھم ويقظتھم الـمواطنية.
أجل، رغم الظروف الـمحتقنة، منذ 22 فبراير الـماضي، أحمد الله على أني ما زلت كلي أمل أن الـمسيرة الوطنية لن تتوقف وسيأتي من سيواصل قيادتھا نحو آفاق التقدم، وھذا رجائي، رعاية خاصة لتمكين فئتي الشباب والنساء من الوصول والازدھار مولي إلى الوظائف السياسية والبرلـمانية والإدارية، ذلك أن ثقتي كبيرة في قدرتھما على الـمساھمة في مغالبة ما يواجه الوطن من تحديات وفي بناء مستقبله.
اقرأ أيضاً.. أرقام مفزعة بعد استقالة بوتفليقة.. ثروات الجزائر خلال 20 عاما تستعد للإقلاع
بوتفليقة .. افتخر بما حققته طيلة 20عام
إن كوني أصبحت اليوم واحــدا من عــــامة الـمــــواطنين لا يمنعني من حق الافتخار بإسھامي في دخول الجزائر في القرن الحادي و العشرين وھي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل، ومن حق التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته، مدة عشرين سنة، من تقدم مشھود في جميع الـمجالات.
لـما كان لكل أجل كتاب، أخاطبكم مودعا وليس من السھل علي التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم و صدق إحساسي تجاھكم ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنھا وكلماتي قـاصرة عن مكافـأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم من أياد بيضاء ومن دلائل الـمحبة والتكريم.
لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك الـمھام التي أعانني الله على الاضطلاع بھا منذ أن انخرطت جنديا في جيش التحرير الوطني الـمجيد إلى الـمرحلة الأولى ما بعد الاستقلال وفاء لعھد شھدائنا الأبرار، وسلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، والله يعلم أنني كنت صادقا ومخلصا، مرت أياما وسنوات كانت تارة عجاف وتارة سنوات رغد، سنوات مضت وخلفت ما خلفت مما أرضاكم ومما لـم يرضكم من أعمالي غير الـمعصومة من الخطأ والزلل.
ولـما كان دوام الحال من الـمحال، وھذه ھي سنة الحياة، ولن تجد لسنة الله تبديلا و لا لقضائه مردا وتحويلا أغادر الساحة السياسية وأنا غير حزين ولا خائف على مستقبل بلادنا، بل أنا على ثقة بأنكم ستواصلون مع قيادتكم الجديدة مسيرة الإصلاح والبذل والعطاء على الوجه الذي يجلب لبلادنا الـمزيد من الرفاه والأمن بفضل ما لـمسته لدى شبابنا، قلب أمتنا النابض، من توثب وإقدام وطموح وتفاؤل.
اقرأ ايضاً.."عاش الملك مات الملك".. نزع صور بوتفليقة من الشوارع والمصالح الحكومة
بوتفليقة يستعطف الشعب الجزائرى
كنتم خير الإخـوة و الأخـوات وخير الأعوان و خير الرفاق، وقضيت معكم، و بين ظھرانكم، أخصب سنوات عطائي لبلادنا. ولن يعني لزوم بيتي، بعد اليوم قطع وشائج الـمحبة والوصال بيننا ولن يعني رمي ذكرياتي معكم في مھب النسيان وقد كنتم، وستبقون، تسكنون أبدا في سويداء قلبي.
أشكركم جميعا على أغلى ما غنمت من رئاستي لبلادنا من مشاعر الفخر والاعتزاز التي أنعمتم بھا علي وكانت حافزي على خدمتكم في حال عافيتي وحتى في حال اعتلالي.
بوتفليقة يطلب مسامحته والغفران له
أطلب منكم وأنا بشر غير منزه عن الخطأ، الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل يـن الاحتفاء، فى تقصير ارتكبته في حقكم بكلـمة أو بفعل. وأطلب منكم أن تظلوا مـوف والتبجيل لـمن قضوا نحبھم، ولـمن ينتظرون من صناع معجزة تحريرينا الوطني، و أن تعـتصموا بحبـل الله جميـعا ولا تفرقوا وأن تكونوا في مستوى مسؤولية صون أمانة شھدائنا الأبرار.
"من الـمؤمنين رجال صدقوا ما عاھدوا الله عليه فمنھم من قضى نحبه ومنھم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". صدق الله العظيم.
ماذا بعد رسالة وداع "بوتفليقة"
باشر البرلمان الجزائري بغرفتيه، الأولى والثانية "المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة" إرسال دعوات إلى جميع النواب ضمن رسائل نصية من أجل الاستعداد لجلسة استثنائية نهاية الأسبوع الحالي "دون تحديد تاريخها" لإقرار شغور منصب رئيس الجمهورية.
وجاء في بيان للمجلس الدستوري في نهاية اجتماعه "يثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية طبقاً للمادة 102 الفقرة 4 من الدستور"،وتبلغ الأربعاء، "شهادة التصريح بالشغور النهائي لرئاسة الجمهورية، إلى البرلمان طبقاً للمادة 102 الفقرة 5 من الدستور".
وتنص المادة المذكورة "في حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته، يجتمع المجلس الدستوري وجوباً ويثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية وتبلغ فوراً شهادة التصريح بالشغور النهائي إلى البرلمان الذي يجتمع وجوباً ويتولى رئيس مجلس الأمة مهمات رئيس الدولة لمدة أقصاها 90 يوماً تنظم خلالها انتخابات رئاسية ولا يحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية".
وجاء في نص المادة "إذا اقترنت استقالة رئيس الجمهوريّة أو وفاته بشغور رئاسة مجلس الأمّة لأيّ سبب كان، يجتمع المجلس الدّستوريّ وجوباً، ويثبت بالاجماع الشّغور النّهائيّ لرئاسة الجمهوريّة وحصول المانع لرئيس مجلس الأمّة. وفي هذه الحالة، يتولّى رئيس المجلس الدّستوريّ مهمات رئيس الدّولة، يضطلع رئيس الدولة المعين حسب الشروط المبينة أعلاه بمهمة رئيس الدولة طبقاً للشّروط المحدّدة في الفقرات السّابقة وفي المادّة 104من الدّستور، ولا يمكنه أن يترشّح لرئاسة الجمهوريّة".
وحتى اجتماع البرلمان بغرفتيه، سيكون المشهد السياسي أمام المادة 102 وحدها، بمعنى أمام مسار يقوده عبد القادر بن صالح، المرفوض شعبياً وسياسياً وعلى الرغم من أن الرجل لن يكون بمقدوره التشريع بأوامر رئاسية، أو المبادرة بتعديل الدستور أو إعلان حالة الطوارئ أو الحالة الاستثنائية ولا حل المجلس الشعبي الوطني، أو إجراء انتخابات تشريعيّة قبل أوانها، وحتى تعديل الحكومة، فإن قيادته الدولة مرفوضة بشكل واسع من الشارع، الذي رفع مطلباً جديداً للمؤسسة العسكرية بتفعيل المادتين 07 و08 مثلما تعهدت.
اجتماع برلماني سري
كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن مصادر خاصة أن الاجتماع سيتم في الساعات المقبلة بالقاعة الكبرى لنادي الصنوبر غرب العاصمة،وتقتضي هذه المرحلة من البرلمان تشكيل لجنة مشتركة بين الغرفتين لصوغ بيان نظامي عن إجراءات الجلسة، ويفترض أن يكون أعضاؤها أعضاء في اللجنتين القانونيتين في الغرفتين، والمرجح أن تكون الجلسة علنية إلا في وجود استثناءات.
وفي سياق متصل قال موقع هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" 11 اسما، قال إنهم سيمثلون أبرز اللاعبين في الساحة الجزائرية، بعد استقالة بوتفليقة:
1- قايد صالح
يتولى الفريق أحمد قايد صالح، رئاسة أركان الجيش الوطني الشعبي منذ 2004، وهو نائب وزير الدفاع منذ عام 2013، ويتولى مناصب قيادية في جبهة التحرير منذ عام 1957، ويمثل قايد صالح ذات السياسة، التي حكمت الجزائر في الجمهورية الأولى منذ عام 1962.
2- عبد القادر بن صالح
يتولى عبد القادر بن صالح رئاسة مجلس الأمة منذ 17 عاما، ووفقا للدستور الجزائري، فإنه يتولى رئاسة الجزائر بعد استقالة بوتفليقة، وتستمر رئاسته المؤقتة لمدة أقصاها 90 يوما يتم خلالها انتخاب رئيس جديد، لكنه لا يسمح له بالترشح.
3- نور الدين بدوي
يتولى نور الدين بدوي، رئاسة حكومة تصريف الأعمال منذ 11 مارس الماضي، لكنه مقرب من النخبة الحاكمة وهو ما يجعله مرفوضا من المعارضة، إضافة إلى أنه تولى وزارة الداخلية في السابق.
4- مصطفى بوشاشي
يعد مصطفى بوشاشي، من أبرز زعماء الحراك الشعبي ويحظى بتأييد كبير بين المحتجين، بحسب "دويتشه فيله"، ويصر على استمرار الاحتجاجات حتى بعد استقالة بوتفليقة.
5- عبد الرزاق مقري
يتولى عبد الرازق مقري، رئاسة حركة مجتمع السلم، وهو مرشحها للتنافس على انتخابات الرئاسة، وكان من أشد رافضي الولاية الخامسة لبوتفليقة.
6- علي بن فليس
كان على بن فليس رئيسا للحكومة في فترتين بين عامي 1999 و2003، ثم تحول الى صف المعارضة عام 2004.
7- رشيد نكاز
يعد رشيد نكاز، مرشح مستقل للشباب والتغيير ويرفض الانتساب لأي حزب، ومثير للجدل وتم إبعاده عن انتخابات عام 2014، وكان ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2011، ثم تخلى عن جنسيته الفرنسية وبات يروج من خلال صفحته على "فيسبوك" لبرنامجه الانتخابي.
8- عبد المجيد تبون
يعد عبد المجيد تبون جزء من النخبة السياسية الحاكمة، وهو مرشحا توافقيا، وكان رئيس الحكومة قبل تولي أحمد أويحيى المنصب.
9- شكيب خليل
هو أحد رجال بوتفليقة وتولى منصب وزير الطاقة، وكانت علاقته بالنخبة الحاكمة قوية، لكن ملامح برنامجه الانتخابي مازالت غير واضحة.
10- لويزة حنون
تعد لويزة حنون، المرأة الوحيدة حتى الآن، المرشحة للمشاركة في السباق على كرسي الرئاسة.
وترشحت عن حزب "العمال" المعارض، ثم انسحبت بعد إعلان الحزب في 2 مارس الماضي، مقاطعته لانتخابات الرئاسة لعام 2019.
11- علي غديري
هو جنرال متقاعد شغل منصب مدير الموارد البشرية في وزارة الدفاع لمدة 15 سنة، ويتبنى فكرة مقاطعة الماضي وإعلان جمهورية ثانية، ويعتبر أن أزمة الجزائر سياسية، وليست اقتصادية.