مع نجاح تقدم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش صوب الشريط الصحراوي والجبلي المحيط بالعاصمة الليبية طرابلس، تبقي المعركة الأهم ليس على حواف العاصمة الليبية فحسب، بل في داخل طرابلس نفسها، وسوف تكون نتيجة هذه المعركة هي المحددة ما إذا كانت الحرب الأهلية الليبية سوف تمتد لداخل مدينة مصراتة، التي تبعد عن طرابلس مسافة 209 كيلو متر، وحيث تعتبر مصراتة هي جائزة من يتمكن من إحكام قبضته على طرابلس بالنظر إلى ثراء مدينة مصراتة كعاصمة مالية وتجارية لليبيا وواحدة من اهم الموانئ التجارية في شمال أفريقيا.
الجيش الوطني الليبي يسيطر على جبل نفوسة
وعمليا على الأرض فإن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي قد نجح في إحكام سيطرته على طول الطريق الساحلي من بنعازي وحتي منطقة جبل نفوسة الاستراتيجية بعد أن تمكن الجيش الوطني الليبي من القضاء على الميلشيات الإرهابية في هذه المنطقة، كما نجح الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في أن يسيطر على مناطق إنتاج النفط في جنوب ليبيا بعد تطهير هذه المناطق من الميلشيات الإرهابية.
ميلشيات إرهابية ومرتزقة يحاربون من أجل المال
وعمليا على الأرض فإن أهم ميلشيات سوف تحاول عرقلة سيطرة الجيش الوطني الليبي على كامل التراب الوطني في ليبيا هى ما تمسى بقوة الردع الخاصة، وهى إداريا تتبع وزارة داخلية فايز السراج وتتشكل من ملتحقين نظاميين مزودين بمركبات قتال مدرعة ووسائل إنتاج نيران كثيفة والمفارقة أن ميلشيات قوة الردع الخاصة التي تتبع حاليا وزارة داخلية الوفاق أسسها عبد الرؤوف كارة وهو أحد المحسوبين على الميلشيات الجهادية التابعة لتيار السلفية المدخلية، وهى المرة الأولى التي تقوم فيها جماعة سلفية مدخلية بتأسيس تنظيم إرهابي مسلح بالنظر إلى أن طبيعة فكر السلفية المدخلية لا يعترف بالخروج على الحاكم ، وتحتفظ قوات الردع الخاصة بخلية امنية تشبه في عملها أجهزة المخابرات ولديها سجن خاص بخلاف السجون التابعة لوزارة الداخلية الليبية.
أما القوة الثانية في طرابلس والتي سوف تحاول عرقلة تقدم الجيش الوطني الليبي فهى كتيبة النواصي وهو تتألف من عناصر إسلامية متطرفة معروف عنها دمويتها الشديد وتمارس ما يشبه نشاط جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تتردد في التعرض للنساء بحجة التبرج وسبق أن قامت بعمليات إعدام خارج القانون لمتهمين وجهت لهم اتهامات تتعلق بخرق الاداب العامة بدون الرجوع إلى أى جهاز قضائي في ليبيا، ويعتقد أن كتيبة النواصي مدربة على حرب المدن بالنظر إلى تكليفها من جانب حكومة السراج بتأمين المباني الحيوية في العاصمة بما فيها المباني الحكومية
وبالنسبة لكتبية شهداء أبو سليم فهي الكتيبة التي يعتبر عناصر موالين بشكل تقليدي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية التي أعلنت قبل فترة قصير عن حل نفسها، لكن مع ذلك لا يزال لها تأثير على عدد من المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، بخلاف ميلشيات مصراتة، , وتطلق كتيبة شهداء أبو سليم على نفسها اسم الأمن المركزي وتمارس مهام شرطية بجانب إمكانياتها القتالية وإن لم يحصل عناصرها على تدريب قتالي راقي مثل ميلشيات مصراتة.
ميلشيات مصراتة وسرقة النفط وتهريب السلع
وبالنسبة لكتيبة ثوار طرابلس فهى الأخطر داخل العاصمة الليبية وعمليا تسيطر على مطار العاصمة وتتعاون مع قوة الردع الخاصة في تأمين المناطق المحيطة بالمطار بالإضافة إلى منطقة الجريش وسوق الجمعة ، وحيث تنبع خطورة كل الميلشيات السابقة من عدم نظامية عملها وعدم خضوعها لقيادة موحدة وغلبة العناصر الإرهابية المتطرفة داخل صفوفها.
أما داخل مصراتة فتبقي ميلشيات مصراتة هى القوة المنظمة الأكثر تحديثا بين ميلشيات مصراتة، بالنظر إلى أن هذه الميلشيات استولت على جزء لا يستهان به من عتاد جيش القذافي بما فيها الدبابات الروسية تي 39 وتتألف هذه الميلشيات من نحو 70 كتيبة تتشكل من 40 الف مقاتل شبه نظامي، بخلاف 236 كتيبة عشوائية أخرى من متنفذين داخل المدينة يتبعهم نحو 200 ألف مقاتل في ايديهم أكثر من 8 ملايين قطعة سلاح ويسلكون سلوكا يشبه سلوك المرتزقة ويحاربون مقابل رواتب سخية يحصلون عليها من حصيلة بيع النفط الليبي المسروق وتهريب السلع عبر ميناء مصراتة.