هنا دفن "داهية العرب".. "أهل مصر" تكشف النقاب عن قبر عمرو بن العاص.. ظل سرا لـ 1397 عاما.. وبركة دعاء المصريين سبب وصية "فاتح مصر" (فيديو وصور)

مكان دفن عمر بِنَ لعاص فى مصر
مكان دفن عمر بِنَ لعاص فى مصر

يتمتع الصحابي عمرو بن العاص بأهمية عظمى في التاريخ الإسلامي بصفة عامة، والمصري بشكل خاص. كونه واحدًا من كبار الصحابة الذين عاصروا حياة نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- وشهد معه جميع الأحداث التي مرت بها الدولة الإسلامية في طورها الأول، وما تلاها من وقائع في سنوات حكم الخلفاء الراشدين، وصولًا إلى حكم الدولة الأموية.

اقرأ أيضا: "نريد أن نراه يعاقب".. أهالي ضحايا مذبحة المسجدين في نيوزيلندا يواجهون الإرهابي برينتون تارنت

ولعمرو بن العاص، في التاريخ المصري وقلوب المصريين جميعًا مكانة خاصة، فهو "فاتح مصر" الذي خلص أهلها من الاضطهاد الروماني وأشاع بينهم العدل بصفته واليًا على مصر في عهد خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-، وأول من طبق "المواطنة" بين المسلمين والمسيحيين بصورة عملية، وأنشأ مدينة الفسطاط التي اتخذ منها عاصمة للدولة المصرية في ذلك الوقت، وبالرغم من كل هذا إلا أن غالبية المصريين لا يعرفون أين دفن عمرو بن العاص؟!

بث مباشر.. شعائر أول صلاة جمعة من نيوزيلندا بعد مجزرة المسجدين

وتكشف "أهل مصر"، في السطور التالية مكان القبر الذي دفن عمرو بن العاص، والذي ظل سرًا لا يعرف عنه المصريين شيئًا لمدة 1397 عامًا منذ وفاة هذا الصحابي الجليل عام 43 هجرية وحتى اليوم.

رحلة شاقة

كان الوصول إلى القبر المدفون فيه الصحابي عمرو بن العاص، بمثابة الرحلة الشاقة جدًا؛ فبمجرد أن تأكدنا من أن جثمان "فاتح مصر" مدفون داخل مسجد الصحابي عقبة بن عامر الجهيني بمنطقة المقطم، وليس داخل المسجد المعروف باسمه بالفسطاط كما يظن غالبية المصريين؛ قررنا الذهاب إلى هناك لاستطلاع الأمر عن قرب.

اقرأ أيضا: شيخ الأزهر ينعي المفكر الإسلامى الدكتور أحمد كمال أبو المجد بخط يده

ومن داخل حي السيدة عائشة بمصر القديمة، بدأنا في سؤال كبار السن عن مسجد الصحابي عقبة بن عامر الجهيني المدفون فيه "فاتح مصر" عمرو بن العاص، ولكن الأغلبية لا يعرفون لهذا المسجد طريقًا، وبدت على وجوههم علامات الاستنكار من سؤالنا، مؤكدين أن عمرو بن العاص مدفون في مسجده بمدينة الفسطاط، وبعد 4 ساعات استطعنا الوصول إلى المكان الذي نريد.

اقرأ أيضا: صحيفة "صوت الأزهر": رسالة عالمية للأمم المتحدة من الأزهر "ضد الكراهية"

يقع مسجد الصحابي عقبة بن عامر الجهيني، بالقرافة الصغرى بجبل المقطم، ويجاور مسجد الفقيه الكبير الليث بن سعد، وقد لاحظنا عدم وجود أي لافتات تشير إلى أن بداخل هذا المسجد يوجد قبر عمرو بن العاص، وليس هذا وحده هو الغريب في الأمر؛ بل إن أي زائر لهذا المسجد لن ينبته للمكان الذي دفن فيه "فاتح مصر" بسبب أن القبر يقع على يمين الداخل للمسجد ويشبه البروز الصغير وليس حوله أي قباب أو علامات مميزة سوى لافتة صغيرة كُتب فوقها: "هنا قبر فاتح مصر سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه دفن على طريق الحج القديم من مسجد عقبة بن عامر الجهيني إلى بلاد الحجاز لأنه أحب أن يدعو له الحجيج".

اقرأ أيضا: رئيس الطائفة الإنجيلية: شيخ الأزهر يمثل قامة ورمزًا وطنيًا لكل المصريين

وعقب قراءتنا للكلمات المكتوبة فوق اللافتة، سألنا عن طريق الحج القديم، فعرفنا أن المكان الذي بُني فيه مسجد الصحابي عقبة بن عامر الجهيني بالمقطم، كان طريقًا يسلكه الحجيج المصريين في ذلك الوقت وصولًا إلى الحجاز، وأن عمرو بن العاص أوصى قبل موته بأن يُدفن في هذا المكان كي ينال بركة دعاء المصريين القاصدين بيت الله الحرام بمكة المكرمة.

محبُ لـ"مصر"

وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر: إن الصحابي عمرو بن العاص، كان شخصية عظيمة، وصاحب الفضل الأول والأكبر في دخول الإسلام إلى مصر، كما تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قال فيه: "ستفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما".

أرض مصر لا تعادلها أرض في البسيطة

وأضاف أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن عمرو بن العاص فضل ولاية مصر على غيرها من الولايات، ووصف أرض الكنانة بقوله: "إن أرض مصر لا تعادلها أرض في البسيطة"، كما وصفها بالخضرة الدائمة في وقت الربيع، وامتدح لون القمح الذهبي حين حصاده.

اقرأ أيضا: أنشطة فنية وإبداعية لبراعم الأزهر في معرض الإسكندرية للكتاب.. صور

وعلل الدكتور عبد المقصود السبب وراء عدم دفن عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط التي أنشأها لتكون أول عاصمة إسلامية في مصر وإفريقيا، بأن الفسطاط في هذا التوقيت لم تكن مجهزة للمقابر، حيث التزم المسلمين بعادات المصريين ولم يخرجوا عن مألوف عصرهم، فالتزموا بأن تكون المقابر بعيدا عن المساكن.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا تهمل وزارة الآثار هذا الأثر الإسلامي الهام؟! خاصة وأن صاحب هذا القبر المهمل هو الصحابي الجليل عمرو بن العاص، الذي ارتبط اسمه بفترة بالغة الأهمية في تاريخ مصر.

(نقلا عن العدد الورقي)

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً