مبادرة شباب الإخوان .. قيادي منشق: "مراجعات الجماعة" مناورة لخلخلة الرفض الشعبي لها

القيادي الإخواني المنشق إبراهيم ربيع
القيادي الإخواني المنشق إبراهيم ربيع

قال القيادي الإخواني المنشق إبراهيم ربيع، إنه ليس هناك مراجعات جماعية كتبت من قبل الشباب المنتمي لجماعة الإخوان المحبوسين داخل سجن طرة.

وأضاف ربيع، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، تعليقا على ما يسمى بمبادرة شباب الإخوان في المراجعات الجماعية، التي روج لها بعض المنتمين للجماعة الإرهابية: لو أراد شباب الإخوان المراجعة، فيجب أن تكون مراجعة كل فرد لذاته ويتخذ قراره بترك هذا التنظيم اللعين ولا يكتفي بمجرد الترك بل ينضم لمعسكر الوطن منتميا ومدافعا، وأن يثبت نواياه ويمد الجهات الأمنية بكل ما لديه من معلومات عن دوره التنظيمي وكل من كان يعمل معه.

التعريف بخطورة التنظيم

وشدد ربيع، على أن كلا من هؤلاء المراجعين عليه أن يقوم بتعريف كل الدوائر المحيطة به بخطورة هذا التنظيم، وأن يقوم بدوره في وقاية أبناء الوطن من الوقوع في حبائل التنظيم الخائن، لكي ينظر في إنهاء عقوبته فيما نسب إليه من جرائم.

وأوضح القيادي الإخواني المنشق: على الشاب الذي يريد المراجعة أيضا أن يثبت جدارته بتركه هذا التنظيم، وذلك بإثبات صلابته في المواقف الوطنية وعدم المراوغة والليونة في مواجهة التنظيم، وأن يروج ويدعم عدم وجود أي كيان مواز للدولة الوطنية مهما كان الغرض منه، ثم ينتظر أن يقبل الوطن رجوعه، وقال: أما المراجعة الجماعية فهي مناورة مكشوفة لخلخلة جدار الممانعة الشعبية لعودة التنظيم.

التبرؤ من قادة التنظيم

وكان بعض شباب الإخوان داخل السجون، قد قدموا، خلال الساعات الماضية، ما أسموه مبادرة تتضمن مراجعات فكرية، تبرأوا فيها من قادة التنظيم، وجرائمهم، وأعلنوا رغبتهم في منحهم عفوا رئاسيا.

وأشار شباب الإخوان من داخل سجن "استقبال طرة"، حسب وثيقتهم المسربة وحسب ادعائهم في مبادرتهم الفكرية، التي جاءت تحت عنوان "مبادرة الشباب المستقل"، إلى أنهم يعلنون تبرأهم التام من أية جماعة أو فصيل ينتمي لتيارات الإسلام السياسي، داخل مصر وخارجها.

التيار الإسلامي فشل وجر الويلات والمفاسد

وقال مقدموا المبادرة في وثيقتهم: "قررنا فك الارتباط بأي جماعة أو تنظيم أو فكر، وهذا ليس الجزء الأهم والأخطر من المفاسد التي ترتبت على دعم الشباب لتيار كان يقود التيار الإسلامي، وفشل أو أُفشل في قيادة الشباب أو توظيفهم لما يخدم دينهم ووطنهم، بل كان هذا التيار سببا في سجن الشباب وجر الويلات والمفاسد عليهم وعلى أسرهم، وحتى الآن بعد خمس سنوات ليس عنده تصور أو مخرج للأزمة".

وأوضحت وثيقة المراجعات المسربة: "لهذا طرحنا هذه المبادرة، وأسميناها (الشباب المستقل) حتى نقول ليس لدينا أي ارتباط بفكر أو جماعة أو تنظيم، ولا نعادي أحدا بل نحب الخير لكل أبناء التيار الإسلامي ولا نريد لهم البقاء في السجون أكثر من ذلك، ونريد أن نوقف نزيف الأعمار التي تهدر والأموال التي تبدد، وأن مكان الشباب في المساجد والمدارس والنقابات".

قيادات الإخوان ليس لديهم تصور للخروج من الأزمة

وقالت وثيقة المرجعات المسربة، إنهم تجمع شبابي ينتمي لتيارات عدة وليس لتنظيم الإخوان فقط، وإن من بينهم عناصر مثلت "مرجعيات شرعية" لتنظيم القاعدة، ولتيار السلفية الجهادية، وإن مبادراتهم تتمحور حول مراجعات أفكار وأدبيات التنظيمات التي كانوا يعتنقونها، وحول العلاقة مع الدولة، وإن هذه الخطوة يجهزون لها منذ عامين تقريبا.

الوثيقة المسربة، صدرت بتوقيع القيادي "محمد الريس"، المحبوس بسجن استقبال طرة، موضحة أن المبادرة طرحت قبل عام ونصف بسجن بنها العمومي، ولم تخرج إلى النور إلا بعد التواصل مع قيادات التيار الإسلامي وخاصة قيادات الإخوان وسؤالهم عن تصورهم للخروج من الأزمة، "ولم نجد عندهم ردودا أو حلولاً وهناك شهود على ذلك، وأنهم اتخذوا وسطاء مع الأجهزة الأمنية من بينهم محامي الجماعات الإسلامية، منتصر الزيات، والمسجون حاليا على خلفية اتهامه في قضية (إهانة القضاء المصري)".

ووصفت الوثيقة أصحابهما بأنهم: "مجموعة من الشباب المخلص والمحب لهذا الوطن، والمشفق على الشباب داخل السجون ويسدي لهم النصح، بأن نراجع خطواتنا السابقة وتصوراتنا لمفاهيم يجب أن تصحح، ونريد من الشباب تحرير العقول، وأن تصغي لنا الآذان من الجميع سواء قادة هذا الوطن وقياداته الأمنية، أو الجماعات أو الأفراد".

الخاسر الأكبر هم الشباب

وأوضحوا في وثيقتهم: "أطلقنا هذه المبادرة من أكثر من عام ونصف لكن لم يكن لتفعيلها نصيب من الاهتمام، ولكنا أصررنا، إيمانا بواجبنا أن نراجع مواقفنا وأفكارنا، وننصح شبابنا أن يراجع خطواته وتصوراته، ويعقد المقارنات بين أفكاره وتصوراته قبل تلك المحنة، وتلك التجربة وبين ما وصلنا إليه من نتائج الخاسر الأكبر فيها هم الشباب ناهيك عن الأذى الذي أصاب أسر الشباب وذويهم".

وحول مفهوم الخروج المسلح على الأنظمة الحاكمة، قالت الوثيقة: "هذه المبادرة هي محاولة لوضع حد لسقوط الشباب في براثن الأفكار التكفيرية المنحرفة، ووضع حد للخروج على الحكام بالسلاح والقوة، ومبادرتنا هي دعوة للعودة إلى أحضان الوطن، بل هي خطة عملية متكاملة داخل السجون لإصلاح ما أفسدته تلك التجربة البائسة، وتأهيل الشباب إلى ما بعد الخروج من السجون".

كشف الحقائق وتوضيح المؤامرة

واعترف شباب الإخوان في وثيقتهم بأن 30 يونيو 2013، سقوط حكم الإخوان في مصر، هي ثورة شعبية، موضحين "مبادرتنا تدعو الدولة وتقول لقادة هذا الوطن عليكم واجب دستوري وأخلاقي خاصة بعد ثورتين نتج عنهما تنوع فكري، وأنه يجب أن يكون هناك فترة انتقالية يتم فيها توحيد الثقافات بالمجتمع، وكشف الحقائق أمام الجميع وتوضيح المؤامرة على بلادنا والقبول بكل من يريد العودة والرجوع لأحضان وطنه ودولته ومد يد العون لكل الشباب المخلص الذي أراد الحق فأخطأه، فهناك واجب أخلاقي ووطني على الدولة تجاه أبنائها".

وحاول شباب الإخوان التأكيد على أن مبادرتهم تهدف إلى تبييض السجون من الشباب وتأهيلهم إلى الخروج من المجتمع، وأن لا يكونوا معاول للهدم وإشاعة الفوضى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً