تحل الذكرى الأربعون لرحيل الفنانة ناهد شريف التي كانت تعتبر أيقونة الإغراء فى جيلها، وقدمت أكثر من 116 عملاً رغم سنوات عمرها القليلة فى الوسط الفني.
حياة ناهد شريف
اسمها الحقيقي "سميحة محمد زكي النيال ولدت فى مدينة الإسكندرية عام 1942، وقدمت مع عائلتها إلى القاهرة وبالتحديد في حي الزمالك، عاشت طفولة قاسية يتيمة الأبوين، والدها ضابط شرطة ووالدتها ربة منزل، وهي الابنة الوسطي بين 3 فتيات، تلقت تعليماً فرنسيا نظرا لالتحاقها بمدرسة "الليسيه" الفرنسية، أصيبت شقيقتها الصغرى بمرض شلل الأطفال، وكادت أن تصاب به ايضاً لكن تم علاجها مبكراً ورغم ذلك بقيت تواجه صعوبة غير ملحوظة فى تحريك يدها اليسرى.
عاشت ناهد شريف يتيمة الأبوين وتعرضت لصدمة كبيرة فى طفولتها واصيبت بحالة اكتئاب نفسي شديد، فقدت امها فى زفاف اختها الكبير بعدما اصيبت والدتها بازمة قلبية وكان عمرها 8 سنوات، وتعرضت لصدمة أخرى مع فقدان والدها وعمرها لا يتجاوز 14 عاماً، وكانت فى طفولتها فتاة انطوائية منغلقة متحفظة وبدافع الحب والخوف زاد والدها من عزلتها بعد وفاة والدتها وفرض عليها قيودا كثيرة.
انطلاقة ناهد شريف
كانت تحلم بأن تصبح مطربة مشهورة واختارت لنفسها اسم ناهد شريف، وبعد وفاة والدها ارادت صديقة العائلة الفنانة زبيدة ثروت أن تخرجها من اكتئابها وحاولت أن تدخلها الوسط الفني، وجاءتها الفرصة بالفعل بعدما قدما مدير التصوير وحيد فريد الذي قدمها للفنان عبد السلام النابلسي، الذي فضل أن يجعل منها ممثلة وقدمت أول أعمالها بدور صغير فى فيلم "حبيب حياتي" 1985، وكانت فى بداية حياتها بسبب خجلها ترفض تأدية ادوار الاغراء وعندما عرض عليها المنتج إبراهيم والي بطولة فيلم "دماء على التراب الوردي" وافقت بعدما عرفت أن الدور لفلاحة ترتدي جلباباً، وعندما طالبها المخرج حسن الإمام أن ترفع ثوبها إلى ما فوق الركبة رفضت وطالبت بإلغاء المشهد، وتسبب ذلك فى عدم استعانة المخرجين لها لفترة طويلة.
عام 1960 قدمها المخرج والمنتج والمؤلف السينمائي حسين حلمي في فيلم "تحت سماء المدينة"، من اخراجه 1961 وتأليفه واعطاها كذلك دوراً فى فيلم "مخلب قط" 1961 تأليفه وإخراجه ايضاً، ووقع حسين حلمي فى حبها رغم فارق السن وتزوجها وكانت تبلغ وقتها 18 عاما وكان يكبرها بحوالي 20 عاماً، ولكن حدث انفصالهم فى هدوء ودون اي أسباب منهم .
دخول عالم الإغراء
دخلت ناهد شريف عالم الإغراء من خلال فيلم "شهر عسل بدون ازعاج" الذي أنتج عام 1968 وقام أحد نواب مجلس الشعب بعمل استجواب لوزير الثقافة بسبب ظهور ناهد شبه عارية على افيش الفيلم، فأمر الوزير بتغطية جسدها ورحب النقاد وقتها بظهرو نجمة جديدة فى الاغراء بعد اعتزال هند رستم.
زواجها من كمال الشناوي
ارتبطت ناهد شريف بالفنان كمال الشناوي الذي كان يكبرها ب25 عاماً وتزوجا سرياً بسبب أنه كان متزوجا من فتاة أخرى، وبعد زواج استمر لقرابة 6 أعوام طلبت ناهد الطلاق من الشناوي فرفضت وضع الزوجة الثانية وضاقت بكونها نصف زوجة وتعيش نصف الوقت معه وكان ذلك عام 1972، وعاشت ناهد فى لبنان لفترة وقامت هناك بعمل أدوار لا تليق بها كنجمة وتقبل مل ما يعرض عليها وقدمت فى عام واحد فقط 1973 نحو 5 أفلام ومن ضمنهم الفيلم الاجرأ فى مشوارها والذي أثار جدلاً واسعاً فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم وظهرت فيه عارية تماماً وتم منعه من العرض لاسباب اخلاقية.
ومن أسباب قبولها لهذا الدور انها كانت تعيش أكثر من مأساة فهي كانت العائل الوحيد لشقيقتها التي كانت تعاني من شلل وتحتاج لرعاية دائماً، تزوجت بعد ذلك من اللبناني صاحب ملهي ليلي إدوارد جرجيان شقيق الراقص اللبناني الشهير كيجام وحذرها اصدقائه من الزواج منه كونه مقامراً وعلى غير دينها، وبالفعل استنزفها مادياً لتدب الخلافات بينهما وانجبت منه ابنتها الوحيدة باتريشيا والتي غيرت اسمها بعد ذلك لـ "لينا" عام 1976، مات زوجها منتحرا فى القاهرة بعدما ألقى نفسه من بانيه فندق شهير بعد مروره بحالة اكتئاب نفسي شديد عقب اندلاع الحرب في لبنان.
الإصابة بالسرطان
واكتشفت ناهد شريف إصابتها بسرطان الثدي عام 1979 وكانت فى تلك الفترة فى قمة شهرتها ومجدها الفني، تركت لبنان وعادت للقاهرة بعدما نفذت النفقات اللازمة للإقامة واتصلت بكمال الشناوي، وسافرت بعد ذلك للسويد ونجحت العملية وعادت القاهرة لتمارس حياتها لكن السرطان هاجمها من جديد وطلب الاطباء سفرها لندن وتدهورت صحتها بشكل كبير ونصحها الاطباء بعد قضائها 4 أشهر للعلاج ان تعود الي مصر لاستحالة الشفاء.
وكانت وصيتها بأن تتولى شقيقتها الكبري ايناس مسؤولية تربية ابنتها لينا اللي كانت وقتها في الرابعة من عمرها، وقبل وفاتها بيومين طلبت رؤية كمال الشناوي ونادية لطفي واوصتهما ان يقيما لها جنازة صغيرة، ورحلت فى 7 أبريل 1981.