تتميز السودان بفن رسم الحنة وهي من المهن المتوارثة بين السودانيات، من عاداتهن وتقاليدهن، فداخل كل بيت سوداني امرأة تبدع فى رسم الحنة بجميع أشكالها الهندسية الرائعة بدون أن تتعلم هذه الحرفة لأنها بالنسبة لهن هواية محببة.
وبجمال أخلاقهن وبشرتهن السمراء الجذابة وخفة دمهن وابتسامتهن المميزة، ولاحترافهن بنقش الحنة بإبداع، استطعن أن ينتشرن بجميع أنحاء الوطن العربي وعلى رأسها مصر.
يتواجدن بكثرة في المناطق السياحية مثل الأهرامات، والحسين، وخان الخليلي، وشارع المعز ويتجولن بين المقاهي مناديات زبائنهن بلهجتهن السودانية "حنة يا آنسة.. ترسمي حنة".
تشتهر الحنة السودانية بأنها طبيعية، وتأتي من أشجار الحنة المعروفة التي تزرع في مناطق واسعة من السودان، ولا تسبب حساسية أو أمراضا، تعالج قشرة الشعر وتطرد الطاقة السلبية من الجسم، وتستخدم مع إضافة بعض المكونات لتغيير لونها عند الاستخدام لتصبح سوداء أو بنية اللون، لتبدع السودانية بالرسم وتزيين العروس.
"أهل مصر"، التقت بالعاملات فى رسم الحنة لمعرفة تفاصيل تلك المهنة وأنواع الحنة، والمشكلات التي تواجه السودانيات بمصر.
نملك أفضل حنة فى العالم
"رانيا" سودانية ترسم الحنة بمصر فى شارع "المعز" منذ ثلاثة أعوام، متزوجة ولديها طفل معاق مقيم معها بمصر، جاءت إلى القاهرة سعيًا وراء لقمة العيش والكسب الحلال، بسبب ظروف المعيشة الصعبة، وإعاقة ابنها.
قالت "رانيا": رسم الحنة فى السودان ليس مهنة فقط ولكنه وراثة، ومن الطبيعي أن تجد معظم سيدات السودان لديهن هواية رسم الحنة ويبدعن بها، وهذا لا علاقة له بالشهادات والتعليم، رسم الحنة من التراث السوادني الذى نتمسك به ليومنا هذا، ونحن نملك أفضل حنة فى العالم لأن الحنة السودانية طبيعية ولا تسبب أضرارا للبشرة، بل تعالجها هي والشعر.
بين الآنسة والمدام
وأضافت أنه في السودان يفرقون بين السيدة والآنسة برسم الحنة، "فالتي ترسم الحنة على يدها وأرجلها وجميع أجزاء جسمها تعرف بأنها مدام، والآنسة غير مسموح لها بالرسم إلا على يدها فقط، هذه عادات سودانية قديمة".
وأكملت "رانيا": هناك الكثير من أنواع الحنة منها الحنة الهندية، بجميع ألوانها والحنة الحمراء والسودانية الطبيعية وتؤخذ من أشجار بالسودان، وهناك نوع يسمى الحجر ولا نرغب باستخدامه لأنه مضر بالبشرة ويسبب الحساسية المفرطة، وأنا أفضل أن أعمل بالحنة الطبيعية التي لا تسبب أي أمراض أو مشاكل للبشرة.
غرامة 3 آلاف جنيه.. أو الحبس
وعن المشكلات التى تواجه السودانيات بمهنة "رسم الحنة" في مصر، أوضحت "رانيا" أنها لم تواجه أى مشكلات مع الشعب المصري منذ أن جاءت إلى مصر، وأنها بشارع المعز تتعامل مع المصريين زبائن وعاملين، ولم تجد منهم إلا كل حب واحترام.
وأنهت كلامها قائلة: مشاكلى كلها مع الحكومة التي تتسبب لى في أزمة تقريبًا كل شهر، فهي تأخذني أنا وكل لاجئة سودانية إلى قسم شرطة السياحة لدفع غرامة 3000 جنيه، وإذا لم أدفع بيحبسوني، وأنا لا أملك حلًا إلا دفع المبلغ المطلوب، لأن طفلي معاق، ولو اتحبست مين هيصرف عليه ويخدمه!.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
