ومازال الجدل مستمرا حول حوت مارينا، تلك الظاهرة التي لم يتعرض لها المصريون من قبل.
حيث أكد المهندس محمد عيسوى، مدير عام محميات المنطقة الشمالية، أن الوزارة تواصل تتبع الحوت الذى ظهر فى منطقة شواطئ مارينا، من خلال نقاط الرصد المنتشرة على الشاطئ، مشيرا إلى أن الوزارة لم تتلق أى بلاغات جديدة برصده منذ أمس الأول الجمعة.
وأضاف مدير عام محميات المنطقة الشمالية، أن عملية الرصد ستستمر بالمنطقة لمدة أسبوع، موضحا أن هناك احتمالين إما أن الحوت نفق أو اتجه لأعالى البحار.
وحذر "عيسوى" المواطنين المترددين على السواحل المصرية بعدم ارتكاب أى تصرف عدوانى تجاه الحوت أو أى تصرف قد يؤدى إلى إزعاجه حال رصده وتصويره.
وعلى الجانب الآخر أعلن خبراء المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، عن الانتهاء خلال ساعات من إعداد التقرير الفنى حول الحوت الذى ظهر مؤخرا بإحدى قرى الساحل الشمالى مارينا، وذلك تمهيدا لرفعه للدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، وذلك بعد تحليل الصور والمعلومات التى تم جمعها من المصطافين.
وشكل الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، لجنة من البيئة ومعهد علوم البحار، لمواصلة أعمال رصد الحوت بالتعاون مع قوات حرس الحدود.
ويحتوى التقرير الفني على نوع الحوت، ويشير إلى أنه من النوع "الزعنفي" عديم الأسنان، وأنه من الأنواع المهددة بالانقراض.
ومن جانبه أكد محمد سالم، رئيس الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية، أن مطاردة وزارة البيئة لـ"حوت مارينا" بالغطاسين هدفها الاطمئنان على صحته وسلامته وليس القضاء عليه، لافتا إلى أن هذا النوع من الحيتان غير مؤذٍ، ويخدم اتزان النظام البيئي بالشواطئ المصرية، مردفا: "لو مفيش حيتان مفيش نظام بيئي متزن".
وأوضح "سالم" أن ظهور تلك النوعية من الحيتان على الشواطئ المصرية ظاهرة إيجابية تعكس جودة البيئة الطبيعة على السواحل المصرية، مؤكدا أن انقراض هذه النوعية من الكائنات سيتسبب في كارثة بيئية.
وتابع: "حوت مارينا قد يكون قد تعرض لحادث أفقده توازنه وتسبب في ظهوره على السواحل المصرية، مطالبا الناس بمشاهدة الحيتان عن بعد، وعدم الاحتكاك بها أو إزعاجها".
وفي نفس السياق أعلن معهد علوم البحار بالسويس، عن تشكيل فريق بحثى مكون من تخصصات مختلفة من شعبتى المصايد والبيئة البحرية للتوجه إلى منطقة ظهور الحوت فى مارينا بالساحل الشمالى، والتواصل مع المواطنين لجمع المعلومات والصور والفيديوهات التى قد تساعد فى إعداد تقرير مبدئى يقدم إلى وزير التعليم العالى والبحث العلمى يوضح سبب هذا الحدث.
وذكر معهد علوم البحار فى بيان له: "بناءً على المعلومات التى وردت لإدارة المعهد عن ظهور حوت فى منطقة مارينا بالساحل الشمالى وانطلاقًا من الدور الوطنى المنوط به المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد وإسهاماته الخدمية فى حماية البيئة البحرية والوقوف على أى مشكلات تواجه الشواطئ المصرية، قرر رئيس المعهد تشكيل فريق بحثى مكون من تخصصات مختلفة من شعبتى المصايد والبيئة البحرية للتوجه إلى منطقة الحدث والتواصل مع المواطنين لجمع المعلومات والصور والفيديوهات التى قد تساعد فى إعداد تقرير مبدئى يقدم إلى معالى وزير التعليم العالى والبحث العلمى يوضح سبب هذا الحدث".
وأوضح معهد علوم البحار فى بيانه، أنه فى إطار التعاون بين وزارتى البحث العلمى والبيئة فقد تم إشراك أحد باحثى المعهد مع الفريق المكون من جهاز شئون البيئة لدراسة وتفسير هذا الحدث.
وأشار البيان إلى قيام الدكتورة سوزان خليف مدير فرع البحر المتوسط أمس السبت، بزيارة موقع ظهور الحوت بمنطقة الساحل الشمالى كممثل للمعهد فى حضور معالى وزير البيئة الدكتور خالد فهمى والمهندس أحمد أبو السعود رئيس جهاز شئون البيئة.
وعلى الجانب الآخر كشفت الدكتورة عزة الجناينى رئيس شعبة المصايد بالمعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية، أن الحوت من الأنواع المسالمة بالمقارنة بذوات الأسنان إذ يتغذى على كميات كبيرة من القشريات والكائنات الدقيقة، ويتراوح عمره بين عامين إلى 3 أعوام، وأن هذا العمر صغير جدًا أي "بيبي" ولم يصل لمرحلة البلوغ.
جدير بالذكر أن حوت الزعنفة واحدا من هذا النوع فى منطقة مارينا بالساحل الشمالى من الحيتان الكبيرة المتواجدة فى المحيطات والبحار الكبيرة، ويستمد اسمه من زعنفته الظهرية فوق ظهره والتى تبعد بمسافة ثلثى الجسم من الرأس، حيث يتميز حوت الزعنفة بشكله الانسيابى الطويل ولونه الرمادى أو البنى المسود الذى يغطيه فيما عدا المنطقة البطنية، حيث يسودها لون أفتح.
ويبلغ الطول المتوسط لذكور الحيتان الزعنفية حوالى 19 مترا، بينما الأنثى 20 مترا وهو ثانى أكبر الحيتان حجمًا، وثانى أكبر حيوان على سطح الأرض بعد الحوت الأزرق، ويتغذى حوت الزعنفة يتغذى أساسًا على الهائمات البحرية والأسماك والقشريات والرخويات صغيرة الحجم وذلك من خلال تصفية المياه من الكائنات الحية بواسطة شبكة من الخيوط الدقيقة تتدلى من فكه العلوى، وتحتاج هذه الأنواع من الحيتان إلى كميات كبيرة من الغذاء يتناسب مع حجمها الكبير والذى يقدر فى اليوم الواحد لعدة مئات من الكيلوجرامات مما يستلزم قيامها بالحركة الدائمة للحصول على كفايتها من الطعام.