قالت نور الزيني المحاضر بالجامعة الأمريكية، ومدير عام الاتصال المؤسسي ببنك قناة السويس، إن أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي أطلقتها الأمم المتحدة وكذلك رؤية مصر 2030، يحتاج تحقيق العديد من المهارات المختلفة التي يتطلع لها مجتمع الأعمال وسوق العمل في المستقبل، في ظل الثورة الصناعية الرابعة والميكنة والذكاء الصناعي، والروبوت، والسيارات ذاتية القيادة، وازدياد الاعتماد على الإنترنت، والموبايل.
واستعرضت "الزيني" خلال كلمتها بجلسة التدريب والتميز المؤسسي، والتي جاءت ضمن فعاليات المنتدى العربي الأفريقي للتدريب، عدد من التجارب والدراسات حول المهارات التي سيحتاجها سوق العمل بحلول عام ٢٠٣٠، والمتوقع أن تحتاج حينها لجهدً ذهنيً أكبر من الجهد البدني في ظل ميكنة الكثير من الأعمال، كما لفتت لضرورة اكتساب الأفراد لمهارات القدرة على حل المشكلات المعقدة والتفكير النقدي والابتكاري والابداع والقيادة والتواصل الفعال والذكاء العاطفي والتكيف والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا والعلوم والهندسة والرياضيات، و طالبت الشباب بالاعتماد أيضًا على التعلم الذاتي السريع، والمستمر والتحفيز الذاتي والتكيف مع فكرة بيئة العمل الذكية المعتمدة على التعاون بين الإنسان والروبوتات.
اقرأ أيضا.. توقعات استقرار أسعار الفائدة خلال اجتماع السياسة النقدية المقبل (تقرير)
وأوضحت الزينى، أن الطريق للتميز المؤسسي يحتاج لعدة عناصر منها الحوكمة، والإدارة الرشيدة والشفافية وإعداد وتطبيق قواعد تنظم العمل، وفصل الملكية عن الإدارة، وأيضا فصل الوظائف التنفيذية عن الوظائف الرقابية، ووجود إدارة مراجعة داخلية مع الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك الطاقة، كما أن التميز يعني قدرة المؤسسة على المنافسة بمنتجات وخدمات متسقة مع معايير الجودة، مشيره إلى ضرورة اتخاذ المؤسسات لخطوات جادة نحو التحول الرقمي والشمول المالى.
كما أكدت الزينى على أهمية العنصر البشرى في التميز المؤسسى، وهو ما يمكن لإدارة الموارد البشرية الفعالة في المؤسسة المساهمة في تحقيقه من خلال عدم قصر جهدها على متابعة شئون العاملين والتأمين، واحتساب الأجور ونظام الحضور والانصراف فقط، وإنما بأن يمتد دورها لتفعيل تعاقب وظيفي، وخلق صف ثاني، والاعتماد على أدوات قياس علمية تربط المكافآت التحفيزية والتشجيعية بالأداء الوظيفي، وأيضا تفعيل برامج لتقدير العاملين، وتشجيعهم على التميز المستمر، وخلق انتماء وولاء لديهم تجاه المؤسسة، وإشراك العاملين عن طريق سياسة اتصال فعالة للمشاركة بالأفكار، والاقتراحات وخلق ثقافة مؤسسية تحفز على الحفاظ على البيئة، وحسن استغلال الطاقة، وأن يكون التعيين وفقًا لقواعد مرتبطة بالوصف الوظيفي والمهارات، وإتاحة الفرص فى الوظائف القيادية لمزيد من النساء و الشباب و من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك وفقًا لمعايير الكفاءة.
وعلى هامش المؤتمر تحدثت "نور الزيني" مع بعض الشباب وشكرتهم لحرصهم على المشاركة، كما طالبتهم بالعمل المستمر على تطوير مهاراتهم للاستفادة من الفرص المتاحة من جانب الدولة في ظل قيادة تولي اهتمامًا خاصًا للشباب، وكذلك البنك المركزي المصري، ومبادراته المتعددة في دعم الشمول المالي، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.