اشتعل القتال في ليبيا بالعاصمة طرابلس، بعد اعلان المشير خليفة حفتر تحرير طرابلس واعترض على ذلك رئيس حكومة الوفاق الوطني "فائز السراج" مما يزيد من خطر حدوث انقطاعات جديدة في إمدادات النفط من ليبيا، البلد العضو بمنظمة أوبك،وكان إنتاج النفط قد ارتفع في الشهور الأخيرة، لكن المعارك الأخيرة تمثل تذكيراً بأن تدفقات النفط الخام لا يمكن استمرارها بانتظام دون حل سياسي لهذا الصراع المستمر منذ 8 سنوات،وقرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ حول ليبيا غدا الأربعاء بعد التطورات التي حدثت على الساحة حيث ألغت الأمم المتحدة الاجتماع الجامع الذي كان مقرر عقده في "غدامس" بين الفرقاء الليبين لأجل غير مسمى.
1- ما الذي يحدث في طرابلس؟شهدت طرابلس الخميس الماضي انقلابا في الموازين حيث أعلن المشير خليفة حفتر عن جاهزية الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس من الارهابيين قائلا جملته الشهيرة :"من القى سلاحه فهو آمن"، وبالفعل استطاع الجيش الليبي ده ا مناطق قصر بن عسير ووادي الربيع وسوق الخميس بطرابلس.
ولكن السؤال الذي طرح عن نفسه من ذلك الإعلان الذي قوبل من جهة حكومة الوفاق الوطني بقيادة "فائز السراج" بالرفض حتى أنه أمر القوات الجوية بالتعامل مع أي شخص يدخل طرابلس_ حكومة الوفاق الوطني لم تنتخب من قبل البرلمان_ هو لماذا أعلن " حفتر" في هذا التوقيت تحديدا تلك العملية؟ وما السر وراء ذلك؟.
وفي وقت سابق، قال حفتر، في تسجيل صوتي بث عبر الإنترنت، ويحمل عنوان "عملية تحرير طرابلس": "إلى جيشنا المرابط على تخوم طرابلس، اليوم نستكمل مسيرتنا".
ودعا حفتر، القوات المسلحة الليبية، لرفع السلاح فقط، ردا على حاملي السلاح في طرابلس، مؤكدا أن "من ألقى سلاحه ورفع الراية البيضاء، فهو آمن".
وجاء بيان حفتر، بعد ساعات من سيطرة الجيش على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوبي طرابلس، بعد مناوشات قصيرة مع ميليشيات.
أعلن الجيش الوطني الليبي، بسط سيطرته الكاملة على معسكر اليرموك في جنوب العاصمة طرابلس، ضمن عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها، الخميس، لتحرير العاصمة من الإرهابيين، وسيطر الجيش الليبي على معسكر اليرموك، الذي يعد من أكبر المعسكرات في العاصمة، واستحوذ على كميات كبيرة من الذخائر والآليات التي كانت تخزنها المليشيات الإرهابية بداخله، ويأتي هذا التطور بعد سيطرة الجيش الوطني الليبي على مناطق استراتيجية حول العاصمة طرابلس في الأيام الماضية.
وقالت مصادر ميدانية، إن قوات الجيش سيطرت على منطقة وادي الربيع جنوب شرقي طرابلس، حيث أظهرت لقطات مصورة احتفال الجنود بهذا التقدم بالتزامن مع ترحيب شعبي، وبعد تأمين وادي الربيع، تقدمت القوات، وفق المصادر نفسها، إلى منطقة عين زارة لتخوض حرب شوارع ومواجهات عنيفة مع الجماعات المسلحة.
وكان الجيش قد نجح في الأيام الماضية في السيطرة على مناطق الأصابعة وغريان والعزيزية وترهونة وسوق الخميس ومطار طرابلس الدولي، خلال زحفه باتجاه العاصمة لدحر الجماعات المسلحة.
ويسعى الجيش، من خلال عملية "طوفان الكرامة" التي أعلن قائده المشير خليفة حفتر إطلاقها مساء الخميس، إلى فرض سيطرة الشرعية على العاصمة وطرد الميليشيات منها.
قصف مطار طرابلسوبعد مرور يوم من انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي من مطار طرابلس، شنت طائراته غارات على الميليشيات الموجودة في المطار الواقع جنوبي العاصمة، إلى جانب غارات على مطار معيتيقية وسط المدينة.
وقال مصدر عسكري، إن الغارات التي شنها سلاح الجو الليبي، استهدفت 3 منها مهبطا عسكريا بقاعدة معيتيقة الجوية، الملاصقة للمطار، موضحاً أن الغارة الرابعة استهدفت الميليشيات الموجودة في مطار طرابلس الدولي، المتوقف عن العمل، وذلك بعد انسحاب الجيش منه، مساء الأحد.
وأظهر مقطع فيديو، طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الليبي، تقصف المهبط العسكري في مطار معيتيقة، وذلك ضمن جهود الجيش لتحقيق انتصارات في معركة طرابلس.
اقرأ أيضاً..المسماري: السراج سيجني نتائج تأييده الأعمى للجماعات الإرهابية
2- ألم تكن البلاد في طريقها لتتوحد؟قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في 31 مارس إنَّ الجانبين يقتربان من تشكيل حكومة انتقالية موحدة، لكنَّ جهود الوساطة هذه في طور التعثر، وتهدد هذه المواجهة العسكرية بمزيد من الفوضى في هذا البلد المقسم، ذلك أن لكل من طرابلس وجارتها مصراتة قواتها الخاصة ثقيلة التسلح، لذا فمن المرجح أن أي مواجهة مع حفتر سوف تؤدي إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
اقرأ أيضاً.. الانتخابات الإسرائيلية.. مساعٍ حثيثة لأحزاب عربية لرفع نسبة التصويت في مواجهة اليمين
3- هل يمكن أن يستولي حفتر على العاصمة؟تقول صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية إن هذا الكلام سابق لأوانه، ذلك أنَّ مقاومة حفتر عميقة الجذور في طرابلس، ويستقر معظم سكان ليبيا حول العاصمة،وتعد قوات حفتر الضعيفة أفضل تنظيماً من منافسيها وقد استولت على الجنوب بسهولة، بما في ذلك أكبر حقول النفط، حقل الشرارة، من خلال المفاوضات لا القتال.
4- هل سيؤثر ذلك على صادرات النفط؟ليس في الحال،ذلك أن معظم حقول النفط وموانئ التصدير الرئيسية بعيدة عن الاشتباكات، لكن التاريخ يُظهر أنَّ القتال في أي مكان في ليبيا من الممكن أن يتسبب في تقلبات كبيرة للغاية في الإنتاج. ففي شهر يونيو علقت شحنات النفط الخام الليبي لأسابيع بعد استيلاء حفتر على ميناءين نفطيين وتحويل مسؤولية الإشراف عليهما إلى مؤسسة للنفط موازية في شرق ليبيا.
كما انخفضت الصادرات بمقدار 800 ألف برميل يومياً، وخسرت ليبيا حوالي مليار دولار قبل إعادة الميناءين إلى المؤسسة الوطنية للنفط التي تتخذ من طرابلس مقراً لها.
5- هل ثمة منشآت نفطية في غرب ليبيا مُعرضة للخطر؟سوف يتسبب أي اضطراب في ميناء الزاوية، وهو ميناء التصدير الأساسية لحقل الشرارة، في إغلاق جزئي أو كلي لهذا الحقل الذي تبلغ طاقته 300 ألف برميل يومياً.
ومن المقرر أن يصل معدل تحميل النفط في ميناء الزاوية إلى 6 ملايين برميل من النفط الخام في شهر أبريل،وفي حال استولى حفتر على الميناء النفطي، فسوف يسيطر فعلياً على صناعة النفط في ليبيا.
6- هل يهم إذا حكم حفتر طرابلس؟بعد حرب استمرت عامين في الشرق وحملة سريعة في الجنوب فإنَّ حفتر الآن يسيطر على أكثر من مليون برميل يومياً من إنتاج النفط، الذي يُعتبر مصدر معظم دخل البلاد، وله أقوى قوة عسكرية في البلاد.
7-ماهو تأثير مايحدث في ليبيا على مستقبل إسرائيل؟ تزامناً مع الإنتخابات الإسرائيلية اليوم ورغم بعد ليبيا الجغرافي عن إسرائيل، بما يقدر بنحو 2000 كم، فإن الحرب الدائرة حالياً في ليبيا ومحاولة دخول الجيش الليبي العاصمة، طرابلس، ستؤثر على إسرائيل.
وزعم الموقع الإلكتروني الاستخباراتي العبري أن هذا التأثير السلبي يعزى إلى أنه في حال سيطرة الجيش الليبي على سواحل البحر المتوسط، فإنه تأثير هذا سيعود على قطاع غزة، بما يترك الأثر الكبير على مستقبل إسرائيل.
وأعلنت القيادة العامة للجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الخميس الماضي، إطلاق عملية للقضاء على الإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات "قوات حفتر" بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أواخر 2011 من انقسام حاد في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش بقيادة خليفة حفتر، بينما يدير المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج غربي البلاد، وهي الحكومة المعترف بها دوليا، إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.
وكانت الأمم المتحدة قد أشارت مؤخرا إلى مؤشرات إيجابية بعد لقاء جمع السراج وحفتر، في أبو ظبي، حيث اتفقا على البحث عن حلول غير عسكرية وضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية. وأعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة عن إقامة المؤتمر الوطني الليبي الجامع في الفترة بين 14 و16 أبريل الجاري في مدينة غدامس، غربي ليبيا.