قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن باكستان سوف تواصل جهودها من أجل إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان وطلبت من كابول التعاون معها في حربها ضد الارهاب وذلك بالرغم من شعورها بالاستياء حيال خطاب الرئيس الافغاني أشرف عبد الغني ضد باكستان خلال قمة الناتو في وارسو.
وقالت وزارة الخارجية في رد سريع الليلة الماضية على خطبة عبد الغني اللاذعة أمام قمة الناتو "نظرا لاهتمامنا الحقيقي بالسعي لتحقيق سلام في افغانستان، فإن باكستان سوف تواصل بذل كل مجهود للمساعدة في احلال السلام في أفغانستان".
وقال البيان الذي بثته صحيفة "دون" الباكستانية في موقعها الالكتروني "من المؤسف ان الزعماء الافغان مازالوا يقدمون بيانات عدائية ضد باكستان ويلومونها عن كل الاخفاقات في أفغانستان".
وكان عبد الغني قد وجه في خطابه اللوم في وارسو الى باكستان لمواصلة "التمييز" بين "طالبان جيدة" و"طالبان سيئة" قائلا "مبادراتنا الاقليمية مع جيراننا بدأت تثمر عن نتائج تعاونية مهمة. والاستثناء مع باكستان- فبالرغم من التزامات واضحة بعملية سلام رباعية الاطراف فإن التمييز الخطير بين ارهابيين جيدين وارهابيين سيئين مازال قائما في الممارسة".
وطالب عبد الغني المجتمع الدولي بالمساعدة في وضع "قواعد اللعبة" والتي يمكن من خلالها -من وجهة نظره- أن تلزم بلاده وجيرانها "بالأمن والتنسيق الجماعي".
وشهدت العلاقات بين اسلام اباد وكابول خلافات طوال السنوات الخمس عشر الماضية حول استراتيجيات مكافحة الارهاب وكذلك انعداما للثقة بين الجانبين باستثناء فترة قصيرة عقب تنصيب عبد الغني رئيسا للبلاد حيث حدث تقارب بين الجانبين ولكن فترة المودة القصيرة هذه انتهت بانهيار حوار المصالحة بين الحكومة الافغانية وطالبان العام الماضي في موري عقب الكشف عن وفاة زعيم طالبان الملا عمر واندلاع موجة العنف اللاحقة في افغانستان.
كما بدأت جهود أخرى في ديسمبر الماضي وادت الى تدشين مبادرة تضم أربع دول من أجل المصالحة في افغانستان وهي مجموعة التنسيق الرباعي لكنها انتهت ايضا بالفشل حيث رفضت طالبان الانضمام لمحادثات السلام.