الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وتحتاج إلى دقة كبيرة في العمل ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحابها يتمسكون بها ويورثونها للأجيال جيلًا بعد جيل، ولكن أوشكت هذه الصناعات على الاندثار في الوقت الحالي بسبب الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة مما يجعل المصنة يدويا غير قادرة على المنافسة.
قال "صلاح شحتة" صاحب الـ24 عامًا، من مواليد القاهرة، وحاصل على ليسانس حقوق، وأيضا حاصل على هندسة safety: تعلمت منهة صناعة العود من والدي الذى عمل بها أكثر من 40 عامًأ، اشتغلت فى المهنة من 11 سنة، قضيت 5 سنوات في التدريب وبعد ذلك وصلت إلى مرحلة الاحتراف، وأصبحت لى ورشة خاصة وعملاء.
وعن المراحل التى تمر بها صناعة العود حدثنا صلاح قائلا: العود عبارة عن آلة خشبية وترية، تمر صناعته بمراحل عديدة، حيث نأتى بالخشب ونشقه حسب السمك والطول الذى نريده، بعد ذلك نقوم بكويه على النار، فهذا ضهر العود "القصعة" ويقطع بحسب المقاسات المطلوبة، ثم نقوم بتفريغ دوائر داخل اللوح لخروج الصوت منها.
وأشار صلاح إلى أن "وش" العود يتم من خلال تجميع الخشب ليصبح لوحا، ويتم تقفيل العود أى تركيب القصعة مع الوش عن طريق شيء يسمى دواقيس جسور، فالوش يركب في ضهر العود وبعدها تركب الرقبة التى بها المرايا التى يعزف عليها، وآخر جزء هوالأوتار وتركب بعد تشطيب العود ودهانه ثم المفاتيح للف الأوتار.
وتابع "توجد أنواع من العود، فهناك عود ثابت وعود متحرك، والأعواد تختلف من حيث التقفيل ونوع الخامات، ومن حيث الصانع وهذا أهم شيء، والدهان الذى يكون من مواد لامعة وشفافة لحماية الخشب.
وعن حركة البيع والشراء قال صلاح: الإقبال ضعيف على شراء العود من المصريين، أما الاهتمام بالعود فيأتى من قبل العرب، نظرا لما يصدره من موسيقى تتماشى مع ذوقهم.
وعن أبرز من قام بشراء أعواد من صناعته قال صلاح: اشترى الفنان "رأفت محروس" عودا من صناعتى، والفنان الراحل عامر منيب، وأيضا حصل الفنان خالد الصاوى على عود منا.
وأنهى صلاح كلامه قائلا: المنهة بدأت فى التدهور بسبب الدخلاء الجدد غير المحترفين، ومثال على ذلك كان هناك متخصصون لصناعة القصعة فقط والآن أصبح هناك من يصنع العود بالكامل وهو على غير دراية بالصنعة، وهناك من يقلل من جودة العود مقابل سعر أقل لزيادة البيع، والمشترى يتطلع إلى الأرخص، وهذا يسيء لسمعة صناعة العود.