صناعة النحاس من أقدم الحرف اليدوية في مصر وأجملها، تصنع الأواني والديكورات وغيرها من اللوحات التي تحكي قصصًا تاريخية، والعديد من الإضاءات الجميلة، التي تزين أسقف المنازل، ويعد العاملون في صناعة النحاس بمصر من أمهر الحرفيين على مستوى العالم، حيث إنها مهنة متوارثة.
وتصل خبرة بعض العاملين بها إلى أكثر من نصف قرن، ولكن هذه الصناعة كغيرها من الصناعات اليدوية، في طريقها إلى الانقراض، بسبب غزو المنتجات الصينية للأسواق المصرية بأسعار منخفضة، مقابل ارتفاع أسعار النحاس المصنوع يدويا.
أقرأ أيضا: "صناعة الشيش يدويًا".. تاريخ من الإبداع يتصدر الأسواق العالمية
طلاء النحاس هو المرحلة الأخيرة لعملية "صناعة النحاس" وتنقسم هذه المرحلة إلى 7 مراحل أخرى، ينتقل النحاس إلى ورش متخصصة في طلائه ليخرج بمظهره المذهل التي نراه عليه بالأسواق.
"أهل مصر" التقى بالعاملين في إحدى الورش المتخصصة في طلاء النحاس، للتعرف عن قرب على هذه المهنة، وإلى أين تذهب في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام وتطورات الإنتاج وغزو الأسواق المحلية بالمنتجات الصينية.
"محمد رمضان" يبلغ من العمر 42 عامًا، يعمل بمجال "طلاء النحاس" يدويًا منذ 30 عامًا، تعلم المهنة على يد والده، نشأ منذ طفولته بالحسين فى بيئة محيطة بالصناعات اليدوية والحرف التراثية القديمة، لم يكمل تعليمه بعد المرحلة الإعدادية، حبًا فى "الصنعة" ولظروفه المادية.
مراحل طلاء النحاس
قال "رمضان" إن مراحل الطلاء 7 مراحل، يأتي النحاس إليه من ورشة "التجهيز" يدخل أولا لـ "مرحلة التربيط" وبها يتم تربيط القطع ببعضها حتى يسهل حملها خلال رحلتها داخل الورشة، ومنها لـ"مرحلة التطهير" وهي عبارة عن غمر النحاس ببعض المواد الكيماوية لإزالة الشوائب منه، ومنها ينتقل النحاس لمرحلة "النيكل" ويوضع النحاس في أحواض من النيكل ويظل بها مدة تتراوح ما بين 3 و7 دقائق ومنها لـ مرحلة "الفضة" وبهذه المرحلة يتغير لون النحاس للون الفضي، وبعدها "مرحلة الذهب" فيأخد النحاس لونه الذهبي اللامع المعروف، وينتقل أخيرا إلى "الفرن" ويظل تحت درجة حرارة معينة حتى يتم تثبيت اللون عليه، تم يخرج للمرحلة السابعة والأخيرة وهي "التغليف" حتى يكون جاهزًا للعرض بالأسواق.
وأضاف: غلاء الخامات والجمارك، وغزو الأسواق المصرية بالمنتجات المستوردة أكبر المشكلات التي تواجه مهنة "طلاء النحاس"، والصناعات اليدوية بشكل عام، والعاملون بها تائهون في وسط تلك العقبات، وعاجزون عن المواجهة، والكثيرون منهم أغلقوا ورشهم، ولا يوجد أي دعم حقيقي من الدولة لأصحاب المهن اليدوية، لتغيير مسار تلك الصناعات من الانقراض إلى العودة للحياة مرة أخرى.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
