تراجعت مبيعات دى بيرز أكبر شركة منتجة للماس الخام فى العالم إلى 20.6 مليون قيراط، بنسبة انخفاض 40 % خلال عام 2015، بسبب الركود الاقتصادى الذى عصف بمعظم دول العالم وكان له تأثير على مبيعات التجزئة بما فيها المجوهرات التى تستخدم الماس فى صناعتها، وفقا لتقرير الشركة الأم “أنجلو أمريكان“.
وقالت الشركة فى تقرير إنتاجها فى الربع الرابع من عام 2015، أن الانخفاض فى المبيعات، جاء بسبب إنخفاض إنتاج الشركة من الألماس الخام إلى 28.7 مليون قيراط، أى بنسبة 12 %، وقال التقرير أن تباطأ الإنتاج انخفض استجابة لظروف التداول الحالية.
كما أشار التقرير إلى انخفاض إنتاج الماس الخام للربع الرابع من عام 2015، بنسبة 16٪ فى العام على أساس سنوى إلى 7.1 مليون قيراط، فى حين توقف حجم مبيعات الماس الخام عند 3.6 مليون قيراط، مقارنة مع مبيعات الربع الثالث من العام نفسه والتى بلغت 3 مليون قيرط.
وقالت الشركة، التى قد أتمت بيع منجم كيمبرلى Kimberley بجنوب إفريقيا منذ ايام، كما علقت العمل بمنجم Snap Lake فى كندا، أن هذا يعكس الظروف التجارية الضعيفة.
وفى غضون ذلك، أفاد أيضًا أن مؤشر أسعار الماس الخام كان أقل بنحو 8٪ فى عام 2015، مما كان عليه فى عام 2014، مع تراجع المؤشر بنسبة 15٪ على مدار العام، وعلى الرغم من هذا، فقد ارتفع متوسط قيمة القيراط الواحد فى 2015، ليصل إلى 207 دولار، أى بنسبة 5 % عن متوسط قيمة القيراط فى 2014.
وتأتى هذه الرقام بعد تحقيق دى بيرز 540 مليون دولار قيمة مبيعات الماس الخام فى الدورة الأولى من 2016، أى ضعف القيمة التى تحققت فى الدورة النهائية لمبيعات الشركة فى 2015.
وفى سياق متصل، حذر الرئيس التنفيذى لشركة دى بيرز “ فيليب ميللر “، فى تصريحات صحفية، إلى أن أوضاع صناعة الألماس فى عام 2016 ستكون "متقلبة" وغير مستقرة.
وأوضح “ميللر” أنه على الرغم من أن بداية 2016 كانت مشجعة حيث شهد قطاع الألماس انتعاشا، لكن من المرحج أن يشهد قطاع الألماس حالة من التذبذب على مدار العام.
وأبرز “ميللر” بعض التطورات الإيجابية، فى بداية العام، بما فى ذلك ثبات أسعار الألماس المصقول، ثم زيادتها فى مناطق معينة، كما شهدت بداية العام حالة من النشاط التجارى مقارنة مع نهاية 2015.
ومع ذلك رجح “ميللر” انخفاض توقعاته للطلب فى قطاع الألماس نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة فى العالم، وضغوط العملة التى تؤثر بشكل كبير على انخفاض الطلب فى بلدان كثير على شراء الألماس“.
كما أوضح “ميللر” أن “ دى بيرز “ تنتظر وترى “ إلى أى مدى ستنمو مبيعات قطاع تجارة الألماس بالتجزئية.
كما اعتراف “ميللر” بالدور الحاسم الذى لعبته بعض الشركات فى مواجهة الصعوبات الأخيرة التى شهدها قطاع الألماس فى العالم، حيث قال (كانت التحديات فى 2015 كبيرة ومختلفة تماما عن ازمة الطلب التى مر بها قطاع الالماس عام 2008 “.
وأضاف “ اتخذنا جميعًا قررات صعبة خلال 2015، فاضلنا بما يحقق ويخدم مصالحنا، وما يخدم صناعة الألماس بوجه عام، تحملنا الظروف التجارية السلبية على المدى القصير وذلك لحماية صناعة الألماس على المدى الطويل، وكان علينا جميعا أن نوظف خبراتنا للخروج من هذه الأزمات الصعبة جدا “.
وأوضح “ميللر” “، إلى أن هناك انتقادات وجهت لـ” دى بيرز “ من شخصيات رئيسية فى تجارة الماس، بسبب تمسكها ومحافظتها على ارتفاع أسعار الألماس الخام، بهدف تحقيق ارباح مرتفعة، خلال الأزمة “.
وأكد “ميللر” أن “ دى بيرز “ ستركز على كل من العرض والطلب، جنبا إلى جنب”.
وتأتى هذه التصريحات بعد تقارير أوضحت نيه “ دى بيرز فى خفض أسعار الماس الخام، فى محاولة لزيادة مبيعاتها “.
جدير بالذكر أن شركة دى بيرز تنتج وتسوق %40 من الماس العالمى الخام وغير المصقول من حيث القيمة وتستخرج الماس من 14 منجما فى كندا وجنوب إفريقيا وبوتسوانا وناميبيا، كما انها تبيع هذا الماس لحوالى 78 شركة متخصصة فى تقطيع الماس وصقله وبيعه لشركات التجزئة.
وكانت دبى بيرز قد خفضت أسعار الالماس الخام بنسبة تراوحت 7 – 10 %، وذلك بعد مناشدة من شخصيات وهيئات دولية فى صناعة المجوهرات، وأبرزهم “ مارتن رابابورت “، رئيس مجلس ادارة مجمورعة رابابورت الدولية لتسعير الألماس فى السوق العالمية، حيث قام بحملة رسمية فى نهاية العام للضغط على دى بيرز لخفض أسعار الألماس الذى تجاوز أسعر الألماس المصقول.
وبعد نجاح حملة “ مارتن “، فى تخفيض أسعار الألماس الخام، أشار فى تصريحات صحفية “دى بيرز تمضى قدما فى الاتجاه الصحيح من خلال تخفيض أسعار الخام بما فيه الكفاية لتمكين زيادة مبيعات الماس الخام واستئناف النشاط تصنيع الألماس“.
ويشير “ عمرو عبيد “، مدير مبيعات فى “ دى دايموند – مصر “، أن الانخفاض الذى تشهده دى بيرز فى الإنتاج أو فى المبيعات، لا يعكس ظروف تجارية ضعيفة كما تعلن الشركة، ولكنه التفاف، حيث تحاول دى بيرز تحقيق أرباح أعلى من خلال تكاليف إنتاج ومبيعات أقل، والدليل على ذلك هو ارتفاع متوسط بيع القيراط الخام بنسبة 5% عن العام الماضى“.