المشهد السياسي بالسودان في عهد الحكومة الانتقالية.. "عبد الفتاح البرهان" يعمل على كسب ثقة الشعب.. تنحى البشير بدد حلم الخليفة التركي في السودان

عبد الفتاح البرهان

في 11 أبريل ، أصدر المجلس العسكري المؤقت الذي تم إنشاؤه حديثًا في السودان بيانًا أعلن فيه تنحي الرئيس السوداني السابق عمر البشير من السلطة ،لكن العديد من الأسئلة لم يتم الرد عليها، بصرف النظر عن الرقم الذي يقرأ البيان على شاشة التلفزيون الوطني - وزير الدفاع عوض محمد بن عوف ، جهاز لجهاز أمن النظام - من المسؤول الآخر؟ ذكر الإعلان أن القوات المسلحة السودانية والشرطة والجهاز الوطني للمخابرات والأمن ، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية كمشاركين مؤسسيين في المرحلة الانتقالية، ولكن أي أفراد محددين يحملون ميزان القوى؟ يميل الضباط الأصغر سناً إلى المشاركة أكثر مع الآلاف من المواطنين الذين نظموا احتجاجات في السودان منذ شهور، لكن هل لديهم أي تأثير على عملية صنع القرار الأمني؟

ماذا بعد البشير

مع حل الحكومة على المستوى الوطني وعلى مستوى الدولة، من الذي سيدير الأمور بالضبط؟ ما مدى اختلاف الحوكمة إذا ظل معظم الأشخاص في السلطة؟ من الذي سيشرف على الاقتصاد في السودان في وقت يركز فيه العديد من المتظاهرين كما يبلغ معدل التضخم أعلى من 60%؟ ماذا سيصبح حزب المؤتمر الوطني المهيمن وزعيمه المعين مؤخراً، مجرم الحرب المدان أحمد هارون؟ وبينما تضمن بيان المجلس اللغة المعتادة لدعم حقوق الإنسان ، هل ستكون هناك أي حرية للتعبير أو التجمع في السودان في ظل حالة الطوارئ والحكم العسكري الانتقالي؟

هل لدى السكان الإقليميون ما يكفي؟

ومهما حدث مع الحكام العسكريين الجدد في البلاد على المدى القصير ، فهناك بعض الأسباب للأمل في السودان على عكس بعض الدول العربية الأخرى التي شهدت انقلابات في السنوات الأخيرة، ومع ذلك ، إذا كان للبلد الذي يحتمل أن يكون غنيًا لكنه معدم دائمًا ، سيكون له مستقبل أفضل ، فيجب عليه أن يكسر الحلقة المفرغة التي اشتعلت بها منذ الستينيات: أي الحكم العسكري الذي أعقبه حكم غير كفء وفاسد تحت نفس الطبقة السياسية المتعبة. يحتاج الشباب المضطرب والشباب الساحق إلى نظرة جديدة للعالم وقادة جدد قادرين على معالجة جدية للمشاكل الرئيسية المتمثلة في التنمية والفقر والفساد وتغير المناخ التي تواجه 43 مليون مواطن في البلاد.

السودان

وفي سياق متصل قال الدكتور محمد صالح، الخبير في الشأن السوداني، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن هناك بشريات كثيرة تُزف إلى السودان بعد تولى الفريق عبد الفتاح البرهان، رئاسة الحكومة الانتقالية السودانية، وذلك بعد أن تعليماته برفع حظر التجوال، وهذا جعله مقبولا نسبيا بين السودانيين.

الشارع السودانى

وأفاد صالح، أن هناك تحركات مريبة في الشارع السوداني من قِبل الميليشيات المسلحة، لاعتراضهم على ما يجري حاليا، مؤكدا أن مدة الحكومة الانتقالية في سُدة الحكم لمدة عامين كبيرة، ومن المتوقع أن تكون سنة واحدة، وهذا ما يسعى إلى تحقيقه البرهان، خلال مباحثاته تلك الفترة.

ماذا يفعل الفريق عبد الفتاح البرهان في السودان بعد توليه الحكومة الانتقالية؟

أكد صالح، أن الفريق البرهان، استعان بقائد قوات الدعم السريع وهو أحمد حمتي"، وانضموا جميعا تحت لواء الجيش، وهذا يعتبر أقوى فصيل ظاهر لمواجهة العنف أو التطورات التي ممكن إن تجري في الساحة خلال تلك الفترة.

قال الدكتور محمد صالح، الخبير في الشأن السودان، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مأزق، بعد تنحى عمر البشير، نظرا لما تم اتفاقيات في بينه وبين أردوغان في العهد البائد، والتي كانت على رأسها جزيرة سواكن وبور سودان، وغيرها من المشاريع التركية والاستثمارات التي لا حصر لها على أرض السودان.

وأفاد صالح، أن أردوغان سوف يتحرك تجاه السودان على الأمد البعيد وليس الآن، لأن الشارع السياسي السوداني ملتهب، ولا يستطيع أردوغان الاقتراب للمطالبة بكل ما مضى من اتفاقيات بينه وبين البشير، مشيرا إلى أن 80% من حلم أردوغان تبدد بسبب مجريات الأمور حاليا.

وفي السياق ذاته، أشار صالح، إلى أن السودان سوف تشهد انفراده جديدة في الشارع السوداني بعد حكم طال 30 سنة عمل على تجريف الكوادر السياسية والكفاءات التي دعتها الظروف للهجرة.

اقرأ ايضا..دفتر أحوال المحاكم: الحكم على وزير السياحة الأسبق.. وطعون المتهمين في "قضية المغارة"

وأكد صالح، أن السودان لا يعتدل شأنها إلا عن طريق الاستعانة بدول الجوار ومنها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى الاستعانة بالدول الحدودية مثل تشاد وليبيا وغيرها، من الدول التي تجري بينهم مصالح مشتركة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس مجلس النواب اللبناني يحدد جلسة 9 يناير المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية