خلافة أبي بكر للنبى من أول من وصف أبو بكر بخليفة رسول الله وما حدود ولايته ؟

كتب :

تثور حول مسألة الخلافة قضايا شائكة، فهل مسألة الخلافة من أصول الدين؟ أم أنها شكل من أشكال الحكم الذي يمكن أن يكون صالحا لفترة من الزمان ولا يكون صالحا لفترة تالية، وعند تناول قضية شائكة مثل الخلافة لا يمكن أن نهمل السياق اللغوي الذي جاء فيه وصف ولاية أبي بكر الصديق على المسلمين في المدينة المنورة، فقد توفي في ضحى يوم الإثنين فاشتغل الناس ببيعة أبي بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة، ثم في المسجد البيعة العامة في بقية يوم الإثنين وصباح يوم الثلاثاء، ومن بعدها نودى على أبي بكر الصديق بوصف خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما رواه البيهقي عن أبو نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قبض رسول الله ﷺ واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر. قال فقام خطيب الأنصار فقال: أتعلمون أنا أنصار رسول الله ﷺ فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره، فوصف خطيب الأنصار أبي بكر الصديق بأنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد غفلت معظم كتب السنة التي أوردت هذه القصة اسم خطيب الأنصار ولكن من المرجح أنه ليس سعد بن عبادة الذي كان هو نفسه مرشح الأنصار لولاية أمر المسلمين في المدينة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا : حديث الخلافة مفاجأة حول صحته وسنده وسياقه التاريخيخطبة أبي بكر بعد ولايته وحدود سلطته السياسية

ومن يعيد قراءة أول خطبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه يظهر له أن تصور أبي بكر الصديق عن سلطته الجديدة على المسلمين انها كانت سلطة سياسية خاضعة للتقييم بل أن أبي بكر الصديق منح المسلمين حق عزله إن روأ منه مخالفة أو ظلم، وذلك في قول أبي بكر الصديق : "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم

اقرأ أيضا : حديث النبى عن الخلافة.. هل ورد في أى كتب للصحاح؟ وما درجة صحته؟ولاية النبى وولاية أبي بكر الفارق بين سلطة النبي وسلطة خليفته

وهنا يظهر الفارق بين ولاية النبى صلى الله عليه وسلم على المسلمين وبين ولاية من يخلف النبى في قومه، ولاية دنيوية وروحية شاملة منشؤها ایمان القلب وخضوعه خضوعا صادقا تاما يتبعه خضوع الجسم ، على عكس ولاية الحاكم ولاية مادية تعتمد على اخضاع الجسم من غير أن يكون لها بالقلوب اتصاله وهو ما أدركه أبو بكر الصديق عندما جعل ولايته على عموم المسلمين مشروطة بطاعته لله ولرسوله وإقامة العدل فيهم

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً