بعد أكثر من أسبوعين من محاولة الإنكار لم يعد أمام حزب العدالة والتنمية في تركيا، وهو الذارع السياسي لتنظيم الإخوان المسلمين، سوف أن يعترف بفوز أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض منصبه بمنصبه الجديد كرئيس لبلدية اسطنبول، وتعود الأهمية الرمزية لخسارة حزب العدالة والبناء التركي لبلدية اسطنبول بالنظر إلى أن رجب طيب أرودغان يري في تجربة أوغلو تكرار لتجربته الشخصية في تسعينيات القرن الماضي ، عندما فاز ارودغان برئاسة نفس البلدية وكانت بداية الطريق له للوصول لسدة الرئاسة التركية العتيدة.
فقد حسمت اللجنة العليا للانتخابات النتائج في إسطنبول بعد 17 يوماً من الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس الماضي إثر التحقيق في الاعتراضات المقدمة من حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب إردوغان وإعادة الفرز في عدد من مناطق المدينة ومراجعة الأصوات الباطلة لتمنح حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا الفرصة التاريخية لفتح صفحة ما بعد مرحلة أردوغان، بعد أن انتهت هذه المرحلة بمصاعب اقتصادية لم تكن تخطر ببال أكثر المتشائمين لمستقبل تركيا منذ عامين.
وبخلاف العامل الاقتصادي فإن من أبرز العوامل التي زادت من جماهيرية إمام أوغلو بالذات، هي شخصيته و"الكاريزما" التي لديه، التي تجعله ماهرا في فن الخطابة، وقادرا على إيصال رسائله إلى الناس من مختلف الشرائح والطبقات، مما يجعله بمثابة تهديد لمقعد أردوغان الرئاسي، كونه قد يكون قادرا على منافسته خلال بضعة أعوام.
ووفقا لبيانات سابقة صادرة عن الحزب الجمهوري في تركيا فإن فوز الحزب بعدد من البلديات الرئيسية ومنها بينها بلدية اسطنبول قد يفتح الطريق نحو تنفيذ تعهدات سابقة بترحيل المخالفين لنظام الإقامة في تركيا، وهو التعبير الذي استخدمته وسائل إعلام محسوبة على الحزب الجمهوري ويقصد بها عادة الإشارة إلى أعداد غفيرة من السوريين والمصريين المحسوبين على جماعات إرهابية، مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والذين حصل بعضهم على ما يسمى باللجوء الإنساني، بينما ظلت أعداد كبيرة منهم فاقدة لضوابط الإقامة الشرعية، ونحح حزب الشعب الجمهوري في إزاحة حزب أردوغان من عدة بلديات بارزة أكبرها اسطنبول وأزمير وأنقرة وأنطاليا وقرشهر، وبعض هذه البلديات يتميز بوجودة أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين من بينهم مصريون وسوريون فيها بكثافة عالية.