ستشهد الفترة المقبلة خطوة جديدة في قضية ضم الضفة الغربية والتوسع في المستوطنات وفقاً لتقرير "مدار الاستراتيجي لعام 2019، ومع صعود اليمين المتطرف ودخول إسرائيل من خلال شق الصراع السني الشيعي إلى العالم العربي.
وأضاف التقرير أن نجاح الليكود بقيادة نتنياهو جاء عكس التوقعات بتجاوز قائمة "كاحول لافان" لليكود بفارق عدة مقاعد، كما جاء على الرغم من تجند وتحالف غير مسبوق لشخصيات وقوى مختلفة ومتنافرة في قائمة واحدة من أجل إسقاطه، والأهم، أن فوز نتنياهو جاء في لحظة حرجة في مسيرته السياسية، في ظل نشر المستشار القضائي للحكومة افيحاي مندلبليت، في حمى المعركة الانتخابية توصيته بتقديمه للمحاكمة في ثلاثة ملفات فساد.
اقرأ أيضاً.. قرار مرتقب عن مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في طرابلس خلال ساعات
ونبه التقرير إلى أن النتائج أظهرت أن كتلة اليمين تحظى بدعم شبه ثابت من قواعدها، وأن الحراك يتم بين الأحزاب في اليمين، وليس بين كتل اليسار واليمين.
وأكد التقرير إلى أن نسبة التصويت بين فلسطينيي 48 انخفضت وسط دعوات للمقاطعة، وشعور الإحباط من تفكك المشتركة إلى حوالي 50 -52 % مقابل 64.2% في الانتخابات السابقة، فيما صوت ما يقارب 30% من العرب لأحزاب صهيونية، مقابل 18% في الانتخابات السابقة.
اقرأ أيضاً.. بعد هزيمته في اسطنبول.. إزالة صور أردوغان من شوارع المدينة (فيديو)
وعكست الانتخابات الإسرائيلية، وفق التقرير، عدة ظواهر مهمة مرتبطة بصعود "إسرائيل الثالثة"، والصراع الداخلي المرتبط بذلك بين تيارات سياسية ومجتمعية على هويتها ومستقبلها، حيث ركز تحالف "كاحول لافان" حملته على قضية استعادة هيبة مؤسسات الدولة القضائية، وضرورة استعادة فكرة "الدولاتية" و"الرسمية" وترميم العلاقات الداخلية التي تضررت حسب رأيهم بسبب تغذية نتنياهو لحالة الاستقطاب الداخلي.
ولخص التقرير استنتاجاته بأنه من غير المرجح أن يكون نتنياهو طرح مسألة الضم خلال الانتخابات من دون التشاور مع إدارة ترامب، ومن دون وجود تفاهمات ما على الموضوع، وأنه سيراهن على رفض الفلسطينيين لصفقة القرن من أجل إلقاء اللوم عليهم للبدء بتنفيذ مسألة الضم.
اقرأ أيضاً.. تظاهرات جديدة أمام القيادة العامة للجيش السوداني
وعلى مستوى التركيبة الحكومية سيسعى نتنياهو إلى إرضاء أطرافها بفرض السيادة على مناطق من الضفة الغربية، إذ أن بقاء حكومته مشروط ببقاء أصغر حزب من الأحزاب اليمينية، فيما لم تحدث مفاجأة بتشكيل حكومة وحدة.
ونبه التقرير إلى أن مستقبل نتنياهو الشخصي مرتبط بتجنيد أحزاب اليمين لصالح بقائه، ومن الممكن أن تتم عملية مقايضة الضم بسن "القانون الفرنسي" الذي يمنع تقديم رئيس حكومة للمحاكمة وهو على رأس عمله.
وفي سياق متصل،كشفت مجلة
"اتلانتيك" لأهمية
العراق الكبرى، رأى الإستراتيجيون الإسرائيليون أن العراق هو التهديد الأكبر لهم
من أي دولة عربية أخرى، لذلك كان العراق هو في مركز اهتمام الإستراتيجية الصهيونية
للبلقنة، حيث خططوا لتقسيمه، كما يعرف ويرى الجميع على أرض الواقع، إلى ثلاث دول:
كردية وعربية سنية وعربية شيعية والتمهيد لذلك من خلال إشعال حرب بين العراق
وإيران، وهذا ما حدث والتقسيم أصبح حقيقة.
ونشرت مجلة The Atlantic خرائط تم تداولها قريبة جدًا من خريطة "عوديد إينون" وأن
القادم سيكون تفتيت تركيا ولبنان ومصر وليبيا والسودان ثم الانتقال إلى شمال
افريقيا، ولا ننسى باكستان أيضًا، لتكون إسرائيل قوة احتلال إقليمية بعد تشظية
الدول العربية والإسلامية.
ولكن المجلة تؤكد
أنه من المستحيل أن تسيطر إمبراطورية يهودية على هذا العدد من السكان العرب، فقد
فشلت في وضع مشابه مما اضطر شارون لترك غزة، وما يزال اليهود في مأزق في الضفة
الغربية، وتابعت المجلة أن التطهير العرقي Ethnic Cleansing كما الفصل
العنصري Apartheid غير مقبولين سياسيًا.
وإن تعثرت هذه
الخطة التي شرحها أورمانسي، ربما يتم العمل على تنفيذ الخطة ب B والتي تحدث عنها
الباحث تشوسودوفسكي، وتقضي هذه الخطة بإنشاء دويلات وكيلة proxy states بإدارة
إسرائيلية مركزية عن بعد، وفي كلتا الحالتين تكون "إسرائيل الكبرى" قد
تحققت، ولا عزاء للجبناء والمتواطئين، ولن يكون للعرب أي دور في رسم مستقبلهم، بل
سيكونون كالأيتام على موائد اللئام وربما يستحقون الشماتة.