يتداول كثير من الوعاظ حديث للنبى صلى الله عليه وسلم جاء فيه : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى، وهذا الحديث رواه البخاري برقم 25 ورواه مسلم برقم 22، ولكن كيف يستقيم حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى مع قول الله عز وجل في أكثر من موضع في القرآن الكريم أن على النبى صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة فقط وليس إجبار الناس على النطق بالشهادتين تحت حد السيف، وهو ما جاء في أكثر من موضع في القرآن الكريم منه : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر [الكهف:29]، لكم دينكم ولي دين [الكافرون:6]، لو يشاء الله لهدى الناس جميعا [الرعد:31]، إنك لا تهدي من أحببت [القصص:56]، إن عليك إلا البلاغ [الشورى:48]، لست عليهم بمصيطر [الغاشية:22].
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله هل يتعارض الحديث مع القرآن
وحول حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله هل يتعارض الحديث مع القرآن يقول الدكتور محمد الطيب النجار شيخ الأزهر الشريف أنه يجب استخدام السيف لنشر الإسلام فهمٌ خاطئٌ، ولا يدلُّ على معرفةٍ بعلوم اللغة العربية، إذ كلمة (الناس) في ( أمرت أن أقاتل الناس ) لا يقصد منها الكون كله أو البشرية كلها، لأن (أل) في الناس للعهد، أي ناس معهودين ومخصوصين؛ وهم مشركو مكة الذين أخرجوا المسلمين، وحاربوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونكثوا عهودهم ولا يَرقُبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، وبالتالي فإن المقصود بقتال الناس قتال المشركين المعتدين آنذاك، حيث إن كلمة (الناس) هي من العام الذي أريد به الخاص، و(أقاتل) تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين.