لا تزال أموال قطر وأسلحة تركيا تثير الفوضى في السودان، حيث كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن هناك أدواراً مشبوهة لكل من قطر وتركيا في الأزمات التي تمر بها السودان بالوقت الحالي، خاصة فيما بعد رحيل عمر البشير عن السلطة وتولي الجيش سلطات الحكم في البلاد.
وأوضحت أن استقالة المجلس الانتقالي برئاسة عوض بن عوف، بعد يوم واحد من الإطاحة بالبشير، كانت بسبب انقسام واضح في الجبهة الداخلية للمنظومة الأمنية في السودان، وهو الأمر الذي كان لتركيا وقطر دور كبير فيه خلال الساعات القليلة الماضية.
وترى المجلة أن قطر وتركيا تسعيان لإشعال الأزمة بشكل أكبر في السودان، عن طريق دعم فصائل تسعى لاستمرار الاحتجاجات دون التوصل إلى صيغة توافقية، فهناك بعض الفصائل التي يبدو أنها تحظى بدعم قطر وتركيا، وهي الدول التي تضغط من أجل المزيد من النفوذ في السودان.
السعودية والامارات تحاول مواجهة دول الإرهاب
مع الإعلان عن تولي البرهان رئاسة المجلس العسكري خلفاً لعوف، أعلنت الرياض وأبوظبي دعمهما للأول ومجلسه وخطواته، السبت الماضي، وذلك في أول موقف منذ الإطاحة بالبشير.
فبعد ساعات من أداء البرهان اليمين الدستورية، وجّه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إلى السودان تشمل أدوية ومشتقات بترولية وقمحاً.
وفي اليوم ذاته، وجه رئيس الإمارات خليفة بن زايد بالتواصل مع المجلس العسكري الانتقالي، لبحث مساعدة الشعب السوداني،والإثنين الماضي، أجرى قادة الإمارات والسعودية اتصالات هاتفية بالبرهان في "خطوة ثانية" من الدعم.
والثلاثاء، كانت الخطوة الثالثة عندما وصل وفد إماراتي سعودي رفيع المستوى إلى الخرطوم في زيارة استغرقت يومين، حيث التقى البرهان الأربعاء.
وفي سياق متصل، أعلنت لجنة مكافحة الفساد التي شكَّلها المجلس العسكري في السودان عثورها على الملايين من الجنيهات بعملات أجنبية ومحلية لدى تفتيشها مقر إقامة الرئيس المعزول عمر البشير.
وأكدت شبكة BBC العربية نقلاً عن أحد أعضاء اللجنة، أن اللجنة المكونة من عناصر في الشرطة والاستخبارات وجدت 6 ملايين يورو (6.747.900 دولار)، و351 ألف دولار، و5 مليارات جنيه سوداني (نحو 100 مليون دولار، وتحديداً 104.931.794 دولار) بمنزله.
ويعني هذا أن إجمالي ما عُثر عليه في منزل البشير يتجاوز 110 ملايين دولاروقد جرى إيداع الأموال التي عُثر عليها، في بنك السودان المركزي حكومي.