يواصل معرض "رسالة الإسلام من عُمان" فعالياته المتنوعة في مبنى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية وسط إقبال كبير من مختلف شرائح المجتمع في المدينة التي تضج بالعالم والمنظمة التي ترد إليها تحديات العالم من كل مكان. وعبر سفراء وسياسيون ومثقفون وقساوسة حضروا المعرض عن تقديرهم للدور الذي تقوم به سلطنة عُمان في نشر ثقافة السلام والوئام والتأكيد على أهمية التعايش والتفاهم بين الشعوب والثقافات.
وكان المعرض قد افتتح قبل أيام برعاية ماريا فرناندا اسبينوزا رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحضور عدد من الشخصيات الأممية البارزة ومن المندوبين الدائمين والسفراء العرب والأجانب ورؤساء المراكز الدينية والجاليات العربية والمهتمين والأكاديميين وعدد كبير من المدعوين في المجتمع الأمريكي.
ويأتي المعرض ضمن جهود سلطنة عُمان في نشر وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والتفاهم والوئام بين الأمم والشعوب والثقافات واحترام المقدسات وحقوق الإنسان، والتأكيد على القيم الإنسانية المشتركة ونبذ التطرف والعنف والكراهية.
وأكد محمد بن سعيد المعمري المشرف العام على المعرض بأن إقامته في هذا التوقيت المهم وفي منظمة الأمم المتحدة ثمرة التعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مع الوفد الدائم للسلطنة لدى الأمم المتحدة، استمرارا لنهج السلطنة في نشر القيم المشتركة والدعوة إلى حسن الحوار والتعايش والإخاء الإنساني، مشيرا إلى أن المعرض يستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وحظي المعرض خلال الأيام الماضية بردود أفعال إيجابية جيدة من كبار الزوار والجمهور، والتي تدل على نجاح رسالة المعرض وتحقق أهدافه وملامسته للقضايا التي تعمل عليها المنظمة الدولية.
وقالت السفيرة ماريانجيلا زابيا المندوب الدائم لإيطاليا لدى الأمم المتحدة: «بصفتي المندوب الدائم الإيطالي لدولة تربطها صداقة وثيقة مع عُمان فهذه فرصة عظيمة لي للتعبير عن دعمنا لمفاهيم التعايش والتسامح. هذا حقا ما نحتاجه الآن؛ نحن بحاجة إلي مثل هذا المعرض الذي يعزز قيم التسامح والسلام والوئام.. أنا ممتنة للغاية لسلطنة عمان لتنظيمها هذا المعرض».
من جانبه قال القس دوجلاس ليونارد ممثل المجلس العالمي للكنائس في الأمم المتحدة متحدثا عن المعرض بعد زيارته له: «إنها فرصة رائعة لمشاهدة معرض عن عمان في الأمم المتحدة وفي مدينة نيويورك، لا سيما أن جميع الدول التي يبلغ عددها 193 دولة سترى المعرض، ويسعدني جدًا أن أرى قيم عُمان معروضة للعالم لتتعلم منها دولة ذات أغلبية مسلمة. ويضيف القسم «عُمان بلد تسامح وجمال واحترام للعالم، وكنت حزينا على فراق سلطنة عُمان والتي عملت فيها سنوات، ولكن وجودي هنا يجعلني أشعر كأني في منزلي العماني مرة أخرى».
كما تحدث السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة: أنا سعيد لوجودي معكم في هذا المعرض المهم في التوقيت المهم، هذه الرسالة رسالة الإسلام إلى العالم تعبر عن الجوهر الحقيقي للدين الإسلامي الذي نشهد فيه الكثير من الخلط واللبس في المفاهيم والأفكار المغلوطة» ويضيف «ولذلك أعتقد أن هذا المعرض في هذا التوقيت يتواكب مع الشعور العام بأنه يجب أن نقف جميعا في وجه الكراهية و التشويه للأديان وفي وجه الصورة المغلوطة للدين الإسلامي التي لا تعبر عن حقيقة هذا الدين السمح.
من جانب آخر تحدث السفير ماجد عبدالفتاح عبدالعزيز المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة: سعيد بوجودي في هذه الاحتفالية المهمة حول دور الإسلام في الحلول الوسطية في التوصل للسلم والأمن الدوليين أحد المقاصد الرئيسية لمنظمة الأمم المتحدة، سلطنة عمان تتميز بأن لها مواقف دائما ما تتسم بالاعتدال والحيادية ولذلك تحظى بتقدير كبير من جانب المجموعة العربية، كما يتم تكليفها بالتوسط في النزاعات وفي الخلافات بين الأشقاء، ونحن فخورون بالدور الذي يقوم به السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في هذا الجانب، وللدور الذي تقوم به وزارة الخارجية والبعثة الدائمة هنا في نيويورك سواء فيما يتعلق بنشر الفكر الوسطي المعتدل البعيد عن التطرف أو من حيث دعم الجهود الدولية في التوصل لحلول سلمية للمشكلات العالمية الموجودة وخاصة المشكلات العربية والتي أصبحنا نراها تتزايد في عالمنا العربي للأسف وتحتاج إلى قدر كبير من الجهد، ونتمنى لسلطنة عمان ولقيادتها الحكيمة التوفيق في مبادرتها الدائمة في هذا الاتجاه.
المعرض عبر التغريدات
وعبر مسؤولون في الأمم المتحدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن انطباعاتهم بعد زيارة معرض رسالة الإسلام في الأمم المتحدة، مؤكدين على أهمية الرسالة التي يحملها والتوقيت المهم لها في خضم التوترات العالمية والسعي من أجل التخفيف من آثار خطاب الكراهية والعنف.
حملة افعل شيئا من أجل التسامح:
وحظيت حملة افعل شيئا من أجل التسامح على تفاعل جماهيري متميز، وهي حملة تسعى إلى التوعية بأهمية المبادرات الفردية والمؤسسية لنشر ثقافة التسامح والتعايش بين الجميع، حيث لبس الزوار قمصان الحملة مع استلامهم للبطاقات البريدية التي تحمل رسائل عالمية في الإخاء والتعاون واحترام الآخرين وتقديرهم.
الرمال العمانية ترسم السلام
واشتملت الفعاليات على عروض حية لفن الرسم بالرمال قدمته الفنانة العمانية شيماء بنت أحمد المغيرية حيث أبهرت الزوار بمهارتها وقدرتها على التعبير بحبات الرمال والرسم بها وتقديم لوحات معبرة عن رسالة عمان للعالم، وهي رسالة التعايش والتفاهم والإخاء الإنساني.
واشتملت الفعاليات على أركان للفنون الجميلة كفن الظلال وفن الخط العربي، حيث شارك الخطاط العماني محمد بن ناصر السابعي في فعاليات المعرض، من خلال لوحات الخط العربي وكتابة أسماء ضيوف المعرض والمشاركة الفاعلة في تمثيل السلطنة.
أكثر من ١٢١ مدينة حول العالم
الجدير بالذكر أن معرض (رسالة الإسلام) تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام ٢٠١٠م وزار أكثر من سبع وثلاثين دولة وأكثر من مائة وعشرين مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: ( التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام في سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولا متناميا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو، والعديد من المركز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.