عندما أراد الرئيس السوداني السابق "عمر البشير" الحماية من خصومه خلال رئاسته الطويلة للسودان ولى وجهه نحو محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع وهي قوة لا يستهان بها في السودان حيث أن مقاتليها لا يعرفون الخوف اكتسبوا صلابة من الحرب في دارفور ضد المتمردين الذين رفعوا السلاح في وجه الحكومة، وهم مسلحون ببنادق كلاشنيكوف الهجومية والقذائف الصاروخية والبنادق الآلية التي يجري نصبها على الشاحنات، رغم أنهم يفتقرون لتنظيم الجيش السوداني.
وكان "دقلو" قد رفض الانضمام إلي المجلس العسكري عقب تنحي "البشير" ثم تراجع عن هذا القرار وعاد ليرفض مرة أخرى ويبدو أن له مطامع أخرى وهي أن يكون بديلاً عن "البشير"
وتقول صحيفة "السودان اليوم" إن الفريق أول "دقلو"، الذي يعرف بلقب "حميدتي"، قد يصبح عما قريب أقوى رجل في السودان في أعقاب تنحي البشير حليفه القديم، ولقد أصبح ثاني أقوى رجل في السودان لكونه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي شكله الجيش لإدارة السودان لما يصل إلى عامين لحين إجراء الانتخابات.
اقرأ ايضاًَ.. بعد قمة القاهرة.. رئيس المجلس الانتقالي بالسودان: سنسلم السلطة فى أسرع وقت
واضافت الصحيفة إن "حميدتي" متعطش لمزيد من السلطة وإنه ساعد على الإطاحة بالبشير بعد 30 عاما في السلطة لأنه يضع الرئاسة نصب عينيه.
وأكدت شخصية معارضة طلبت عن الكشف عن اسمها خشية التعرض للانتقام "حميدتي خطط ليصبح الرجل الأول في السودان، لديه طموح بلا حدود".
وفي ظل الضغوط التي تمارسها المعارضة والمحتجون على المجلس العسكري للتعجيل بتسليم السلطة للمدنيين، يواجه "حميدتي" وغيره من القادة العسكريين خطر التهميش سريعا،ويجتمع حميدتي بمقتضى مهام دوره الجديد مع السفراء الغربيين وهو بالفعل في موقع جيد يمكنه من التأثير على الأحداث من مكتبه في القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.
وتنتشر قوات الدعم السريع التي يرأسها في أنحاء المدينة، ويحظى الرجل بدعم من الدول الخليجية العربية التي تعهدت بمليارات الدولارات لدعم السودان،وصعوده مبعث قلق لكثير من المحتجين الذين ساعدوا في إسقاط البشير ويغلقون الآن وزارة الدفاع وبعض الطرق المحيطة بها في إطار الضغط لتلبية مطالبهم بانتقال سريع إلى حكم مدني.
من مقاتل إلى قائد
ولد حميدتي عام 1975 ليكون بذلك أصغر كثيرا من أي ضابط آخر في المجلس العسكري وهو القائد الوحيد في المجلس الذي لم يتخرج من كلية عسكرية.
وكان في بادئ الأمر مقاتلا قبل أن يصبح قائدا لفصائل عربية مسلحة أصبحت لاحقا قوات الدعم السريع واتهمتها جماعات حقوقية بإحراق قرى وبالاغتصاب وبإعدام مدنيين في دارفور.
واشار صعود حميدتي انتباه البشير الذي نفت حكومته مزاعم ارتكاب فظائع وقالت إنها لم تكن تستهدف سوى المتمردين،وقتل نحو 300 ألف شخص في دارفور بالإضافة إلى تشريد مليونين.
وحظى حميدتي بدعم الإمارات والسعودية بعدما أرسل قواته للقتال إلى جانبهما في حرب اليمن الأهلية.
وقالت الدولتان يوم الأحد إنهما اتفقتا على إرسال ثلاثة مليارات دولار مساعدات للسودان، فيما يمثل طوق نجاة لزعمائه العسكريين الجدد.
وقالت شخصيات معارضة إن حميدتي قد يمارس نفوذا كبيرا خلف الكواليس إذا لم يظفر بالسلطة شخصيا، ويوازي هذا الترتيب الوضع في الجزائر، حيث يلعب الجيش الدور المؤثر في الأحداث منذ عقود وأجبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة هذا الشهر في أعقاب احتجاجات على حكمه.