قطرات دمائهم كانت نورًا اهتدت به سفينة الوطن، وفي عيد تحرير سيناء، أرواحهم التي رفرفت وطارت محلقة في السماء فرحة سعيدة بالشهادة صارت تيجانا فوق الرؤوس.. هؤلاء هم من ضحوا من أجل تراب الوطن، منهم من ترك أمًا مكلومة، ومنهم من فارق زوجة لا يزال جنينها في الأحشاء، إلى هؤلاء الذين آمنوا بأن الوطن هو الأغلى، وبفضلهم مازالت المعارك والانتصارات على الإرهاب مستمرة، إلى الأبطال من الشهداء والمصابين من ضباط ورجال الشرطة والقوات المسلحة، يقدم "أهل مصر" التحية..
"هدية الله عز وجل لنا.. جاءوا لينيروا حياتنا ثم يذهبوا".. بهذه الكلمات عبرت السيدة "أميمة محمود" والدة الشهيد العقيد أركان حرب محمد سمير إدريس، عن إحساسها بالشوق لنجلها وثباتها وصبرها على وجع الفراق.
عيد تحرير سيناء
وقالت لـ"أهل مصر": عندي ثلاثة أبناء ضباط جيش وشرطة والرابع مهندس، محمد طلب مني وأنا في الحرم بعمل العمرة أدعيله بالشهادة، هو أول فرحتي، كان هادي وبشوش وأبيض القلب وقائد وصاحب قرار من صغره وكان قارئ للقرآن نجح في الثانوية بمجموع 95٪ وسألته هتدخل ايه يا محمد قالي حربية إن شاء الله، قولتله وايه تاني قالي حربية إن شاء الله.
عيد تحرير سيناء
عمل بكل وحدات الصاعقة وتميز في وحدة 777، ووفق والدته فقد سجد لله عندما تم قبول طلبه بنقله إلى سيناء، وتم اختياره ضمن قوات عملية "حق الشهيد" قائدا للكتيبة 101، وقبل أجازته الأخيرة اتصل بوالدته هاتفيا وقال لها "عايز لما أجي نقضيها مع بعض عندي في البيت يا ماما"..
عيد تحرير سيناء
وبالفعل تجمع الأهل وقضوا وقتا في جو أسري مبهج وسعيد لم يحدث من قبل، ثم ورد إليه اتصال هاتفي من قياداته بهجوم على خطوط الغاز بالعريش، فدخل غرفته وخرج مرتديا ملابسه العسكرية معتذرا لوالدته وقال "مش هاقدر أسيب رجالتي لوحدهم يا ماما، وودعها ليعود بعدها بأربعة أيام شهيدًا في يوم المولد النبوي.