الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وتحتاج إلى دقة كبيرة في العمل ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحابها يتمسكون بها ويورثونها للأجيال جيلًا بعد جيل، ولكن أوشكت هذه الصناعات على الاندثار في الوقت الحالي بسبب الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة مما يجعل المصنة يدويا غير قادرة على المنافسة.
"سعيد سنجر"، من مواليد محافظة القليوبية، فى العقد الثالث من عمره، صاحب مصنع لتصنيع البلاستيك والكرتون، ويعمل تاجر فاكهة وخضروات، والحاجة هى التي دفعته للتفكير بإنشاء مصنع البلاستيك والكرتون، فطبيعة تجارته تحتاج إلى برانيك بلاستيكية وكراتين لتعبئة الفاكهة والخضراوت.
يقول "سعيد" فى بداية حديثه لـ"أهل مصر": "أعمل فى صناعة البلاستيك والكرتون منذ ثلاث سنوات فقط، عندما قررت أن أتعلم صناعتها حتى أستخدمها فى تعئبة الفاكهة والخضار، ففى البداية كانت مجرد هواية ولكن تحولت إلى مشروع استثمارى.
لا يريد "سعيد" أن يقف عند صناعة البرانيك والكراتين فقط، ولكنه يتطلع إلى أن يدخل أكثر من صناعة أخرى فى خطوط الإنتاج بالمصنع؛ ليستفيد من مصنعه أقصى استفادة، كتصنيع الكراسى والطرابيزات.
شاهد.. الاسطى سعيد يوضح مراحل صناعة البلاستيك
ولم يقتصر عمل المصنع على إنتاج كميات تلبى احتياجات تجارتى فحسب، وإنما نقوم بصناعة كميات كبيرة لتجار سوق العبور، وحول هذه الجزئية حدثنا سعيد قائلا: "عملى فى مجال التجارة يساعدنى فى تسويق المنتج بكل سهولة، فأكثر التجار من عملاء المصنع، كما أقوم بتسويق المنتج ايضًا فى عدة أسواق منها سوق العبور والسادس من أكتوبر، والوكالات التى تعمل فى تجارة الفاكهة والخضار، فالبرانيك لا غنى عنها فهى تعتبر بديلة القفص الجريدى الذى أوشك على الإندثار".
يختلف زمن صناعة البرانيك على حسب حجم كل واحدة وفى هذا الصدد أوضح "سعيد": "يوجد أكثر من حجم للبرانيك وبذلك يختلف زمن صناعتها، فالبرنيكة الصغيرة يتراوح زمن صناعتها بين 30 إلى 40 ثانية، ويتم تصنيع ما بين 1000 إلى 1600 برنيكة فى اليوم، بينما تحتاج البرنيكة الكبيرة إلى زمن يتراوح بين 50 إلى 60 ثانية، ويتم تصنيع حوالى 1000 برنيكة فى اليوم، وذلك لكبر حجمها.
غلاء الكهرباء والأجور الباهظة
وعن صناعة البرانيك قال "سعيد" : نستعمل الآلات الإيطالية فى تصنيع البلاستيك، فهى آلة تصلح لتصنيع أكثر من منتج فهى تصنع البرانيك والطرابيزات والكراسى، وتعمل بنظام "الإسطنبات"، فنأتى ب "الاسطنبة" التى نريدها ونضعها فى الآلة وتقوم بتشكيل المنتج المطلوب، والمادة الخام التى نحتاجها هى كسر البلاستك وفوارغ البيبسي وأية أجزاء بلاستيكية.
وأضاف: أن المشاكل التى تواجهه هي غلاء الكهرباء والأجور الباهظة للعمال وايجار المكان، وقدموا الكثير من الشكاوى لشركة الكهرباء بمدينة "قها" ولكن دون جدوى.
يقول "أحمد عادل" من مواليد السلمية بشبين القناطر محافظة القليوبية، وأحد العاملين بمصنع "الفتح جروب للبلاستك والكرتون" تمر صناعة الكرتون بثلاتة مراحل، وهم "المضلع والسلكات والكسارة"، نأتى بلفات من ورق الكرتون المقوى، ونحولها لكراتين تستخدم فى تعبئة الفاكهة والخضراوات، ونسوقها داخل سوق العبور، وايضا كراتين الشيبسى والحلويات، فنحن نعتمد على آلات بدائية الصنع، ويوجد من الآلات ما هو أحدث.
شاهد.. الأسطى أحمد عادل يوضح مراحل صناعة الكرتون