أبو ذر الغفاري إسلامه وصحبته للنبى وهجرته ووفاته

كتب :

أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري "المتوفي سنة 32 ه" صحابي من السابقين إلى الإسلام، قيل رابع أو خامس من دخل في الإسلام، وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة النبوية. قال عنه الذهبي في ترجمته له في كتابه «سير أعلام النبلاء»: «كان رأسا في الزهد، والصدق، والعلم والعمل، قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، على حدة فيه»، نشأ أبو ذر الغفاري في مضارب قبيلته غفار أحد بطون بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، والتي كانت مضاربها على طريق القوافل بين اليمن والشام، واشتهرت بالسطو على القوافل. أما اسمه ونسبه فقد تضاربت فيه عدة أقوال فقيل أن اسمه هو جندب بن جنادة، وقيل جندب بن السكن، وقيل برير بن جنادة، وقيل برير بن عبد الله، وقيل يزيد بن جنادة، وقيل برير بن جندب، وقيل برير بن عشرقة، وقيل جندب بن عبد الله، وقيل برير بن جنادة، أما نسبه فقيل هو جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقيل جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وقيل جندب بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. أما أمه فهي رملة بنت الوقيعة الغفارية، وهو أخو عمرو بن عبسة السلمي لأمه.

إسلامه وصحبته للنبي محمد

كان أبو ذر الغفاري في الجاهلية يتكسب من قطع الطريق، وعرف عنه شجاعته في ذلك، فكان يغير بمفرده في وضح النهار على ظهر فرسه، فيجتاز الحي، ويأخذ ما أخذ. ورغم مهنته تلك، كان موحدا، ولا يعبد الأصنام. وحين بلغته الأخبار بأن هناك من يدعو للتوحيد في مكة، سارع إلى الإسلام، فكان من السابقين إلى الإسلام على خلاف أكان رابع أربعة أم خامس خمسة انضماما إلى الإسلام.

أبو ذر الغفاري إسلامه وصحبته للنبى وهجرته ووفاته

ما قصة إسلامه، فقد جائت على روايتين، الأولى أنه بلغه مبعث النبي محمد، فقال لأخيه أنيس: «اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني»، فانطلق أنيس وسمع قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له: «رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، ويقول كلاما ما هو بالشعر»، فقال أبي ذر: «ما شفيتني مما أردت»، فتزود أبو ذر، وقدم مكة، والتمس النبي محمد وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل، فاضطجع فراه علي فعرف أنه غريب، فلما راه تبعه، واستضافه ثلاثة أيام، ثم سأله عن سبب قدومه، قال أبو ذر: «إن أعطيتني عهدا وميثاقا أن ترشدني، فعلت». ففعل علي فأخبره، فقال: «إنه حق، وإنه رسول الله ، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي»، ففعل، وانطلق يلحق به حتى دخل على النبي محمد، وسمع من قوله، فأسلم لوقته، ثم أمره النبي قائلا: «ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري»، فقال أبو ذر: «والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم»، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله»، فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس، فأكب عليه، وقال: «ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غفار! وأنه من طريق تجارتكم إلى الشام؟»، فأنقذه منهم، وبعد وفاة النبي محمد، شارك أبو ذر في الفتح الإسلامي للشام، وشهد فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب، وبعد الفتح أقام في الشام يفتي الناس ويعلمهم أمور دينهم، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، توفي أبو ذر الغفاري في ذي الحجة سنة 32 ه في الربذة

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً