تنافس المرأة بشكل كبير على السيطرة على مقاليد الأمور في بريطانيا، إلا أن الأمر أصبح أمرًا واقعيًا بعد أن أعلن ديفيد كاميرون استقالته من منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا رسميًا، الأربعاء المقبل، على أن يتم تعيين وزيرة الداخلية الحالية بالحكومة البريطانية تيريزا ماي، خلفًا له، لتكون ثاني سيدة في تاريخ المملكة المتحدة التي تتولى هذا المنصب بعد مارجريت ثاتشر.
«تيريزا ماي» والتي تبلغ 60 عامًا، ولدت عام 1956 لأب كان رجل دين، ومن ثم تخرجت في جامعة أكسفورد عام 1977، ودخلت بعدها مجلس الشيوخ البريطاني.
وبحسب تقرير لـ"بي بي سي" انتخبت «ماي» نائبة بمجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين عام 1997، وبعد دخولها البرلمان البريطاني أصبحت أحد الأعضاء البارزين بالمعارضة، وفي عام 2002 تولت منصب رئيس حزب المحافظين، ثم جاء اختيارها تتولى منصب وزيرة الداخلية عام 2010، لتصبح رابع امرأة بريطانية تتولى أحد المناصب العليا في المملكة المتحدة.
وتعد ماي واحدة من أكثر الوزراء البريطانيين الذين تولوا لوقت طويل المسؤولية في منصب وزراة الداخلية في تاريخ بريطانيا، ولمع نجمها في السياسة البريطانية لأول مرة في عام 2013 حينما نجحت في ما فشل فيه كثير من الوزراء قبلها، وذلك في قضية ترحيل الإسلامي المتشدد أبو قتادة، وإبعاده إلى الأردن، كما عرفت بأناقتها وذوقها المتميز في اختيار ملابسها.
«موقف تيريزا من الاتحاد الأوروبي»
على الرغم من أن «تيريزا» كانت من المؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها عندما أعلنت ترشحها لخلافة ديفيد كاميرون في منصب رئيس وزراء بريطانيا، أكدت أنها ستعمل على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن إالخروج من الاتحاد الأوروبي يعني «الخروج الفعلي».
وفي كلمتها التي أعلنت فيها رسميًا خوض الانتخابات على خلافة كاميرون، قالت:«بلادنا تحتاج قيادة قوية... للتفاوض على أفضل صفقة لمغادرة الاتحاد البريطاني... أنا واضحة جدًا بأن التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كان أيضًا رسالة بأننا في حاجة إلى التحكم في حرية التنقل.. لا يمكن أن تستمر حرية الحركة كما هي الآن».
«التوجهات تطارد تيريزا»
تلقت «ماي» انتقادات بعد ترشحها لخلافة كاميرون، خاصة وأنها دعمة كاميرون في حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروربي، لكنها دافعت عن نفسها بأن الامر واضح جدًا بالنسبة لها بشأن خروج بريطانيا منالاتحاد الأوروبي.
وقالت «ماي» إن نتائج الاستفتاء يجب أن تحترم إذا كانت النتيجة لدعاة الخروج، ولن تكون هناك محاولات للبقاء في الاتحاد أو الانظمام إليه من البوابة الخلفية، كما تعهدت أنه لن تكون هناك انتخابات عامة قبل عام 2020، أو اللجوء إلى موازنة طارئة لتغطية نفقات وخسائر قد تترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد
وطالبت «تيريزا» الشعب البريطاني، في حوارها مع صحيفة تليجراف البريطانية، عدم اعتبارها "فلول" وقالت إنها واضحة جدا بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعني خروجها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، مضيفة أنه يتحتم خلال الفترة القادمة مناقشة تداعيات قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي بشكل جيد، و«لكن علينا ألا ننسى مناقشة القضايا الأخرى التي تهم المواطنين، وتؤكد أن بريطانيا دولة تعمل من أجل الجميع، وليس لصالح قلة محظوظة فقط».
«تيريزا والمهاجرين»
تعد تيريزا من أبرز منتقدي سياسات الهجرة الأوروبية، وفرضت «تيريزا»– قبل توليها منصب رئيس الوزراء- اختبار إجادة اللغة الإنجليزية على المهاجرين، ورفع أسعار الحصول على التأشيرة لدخول البلاد، رفع رسوم الحصول على التأمين الصحي للمهاجرين.
«مستقبل بريطانيا بعيدًا عن اليورو»
ذكرت «بي بي سي» أن ماي، ستعلن خطة لتعيين وزير دولة يتخصص في إدارة مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما طرحت «ماي» في مقالها بصحيفة التايمز، برنامجًا طموحًا للإصلاح الاجتماعي، وتحسين فرص الحياة لأولئك الأشخاص من الفئات المحرومة الذين يفتقدون إلى فرص العمل.
«نظرت تيريزا للتطرف»
أكدت تيريزا ماي –وزيرة الداخلية البريطانية- على أن بلدها لن يتسامح مع سلوك المتطرفين الإسلاميين الذين يرفضون قيم الدولة، داعية إلى إقامة شراكة بين الأفراد والمجتمعات داخل بريطانيا لمواجهة هذه القضية.
«تيريزا» التي رحلت المتشدد الأردني البارز أبو قتادة من بريطانيا، بعد سنوات من المعارك القضائية، طالبت بتطبيق عدد من لاالمقترحات تشمل حظر الدعاة الذين يحرضون على الكراهية، وحظر الجماعات واعتبارها «إرهابية» في حال لم تلتزم بالمعايير، ووجود أوامر مدنية ضد التطرف لمواجهة الأفراد، وإغلاق مقار يمتلكها متطرفون أو يستخدمونها، وحملة لتعزيز القيم البريطانية، ومراجعة على المدارس التكميلية، التي لا تخضع لنظام حاليًا، بهدف "حماية الأطفال من التطرف، مراجعة تعامل قوات الشرطة مع "جرائم الشرف" وختان الإناث والزواج بالإكراه، استحداث وظيفة "ضابط التطرف" في السجون للتعامل مع السجناء والعصابات المتطرفة.