قطرات دمائهم كانت نورا اهتدت به سفينة الوطن ، وفي عيد تحرير سيناء، أرواحهم التي رفرفت وطارت محلقة في السماء فرحة سعيدة بالشهادة صارت تيجانا فوق الرؤوس.. هؤلاء هم من ضحوا من أجل تراب الوطن، منهم من ترك أما مكلومة، ومنهم من فارق زوجة لا يزال جنينها في الأحشاء..
عيد تحرير سيناء 25 ابريل
إلى هؤلاء الذين آمنوا بأن الوطن هو الأغلى، وبفضلهم مازالت المعارك والانتصارات على الإرهاب مستمرة.. إلى الأبطال من الشهداء والمصابين من ضباط ورجال الشرطة والقوات المسلحة، يقدم "أهل مصر" التحية..
ذكرى تحرير سيناء 25 ابريل
في التاسع عشر من شهر يوليو 2015 زف الشهيد المجند إسلام أحمد عبدالغنى البغدادى، في علم مصر وعمره 27 عاما، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية من محافظة الدقهلية، ترك والديه وشقيقيه وعروسته "سماح" بعد 7 أيام من الزفاف، وذهب لاستكمال خدمته العسكرية بشمال سيناء بالشيخ زويد وقدر الله له الشهادة في واقعة استهداف كمين الرفاعي، من قبل مجموعة من التكفيريين، فاضت روح إسلام وأربعة من زملائه، ولكنه أخذ معه روح 40 تكفيريا حينما واجههم بكل بطولة ودافع لآخر نفس عن الكمين.
اقرأ أيضا: عيد تحرير سيناء 25 ابريل والمرأة المصرية تاريخ من النضال بثقافة كفر الشيخ (صور)
عيد تحرير سيناء 25 ابريل
وقالت سماح، العروس الحزينة: إسلام تزوجني بعد قصة حب كبيرة، وعشت معه أجمل سبعة أيام، وفي موعد عودته لخدمته بالشيخ زويد أوصاني بوالديه.. قال لي "احنا بنحارب ومش ضامن عمري"، ونزل لوالده في شقته بنفس البيت، وقال له "سماح أمانة في رقابتك يا بابا".. كنا حاسين أن حاجة هتحصل، وبعد يومين كلمني في التليفون وقالي "اطمني عليا وطمني أبويا أحنا لو متنا هنكون شهداء"، وفجأة سمعت ضرب نار وأصوات انفجار ضخمة قالي "اقفلي بسرعة لازم اتحرك" ولقيتني بقوله "طب قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله"، وكأني كنت بلقنه الشهادة.
اقرأ أيضا: مدحت صالح ومحمد الحلو يشاركان في احتفالية ذكرى تحرير سيناء
ذكرى تحرير سيناء 25 ابريل
وتابعت سماح: بعدها بيوم اتصل قائد الكتيبة بوالد إسلام، وقاله "ابنك بطل كان أشجع جندي في الكمين ربنا اختاره من الشهداء، هو اللي تقدم زمايله في الدفاع أمام هجوم مجموعة تكفيريين على الكمين وظل ماسك سلاحه وزخيرته وفرغها كاملة فيهم وجها لوجه.. هو راح، وقدام شجاعته راح 40 إرهابي تكفيري كانت نيتهم تفجير الكمين كله".