"لم يتنحى البشير بين ليلة وضحاها، ولكن كيف حاولت روسيا إبقائه في حكم السودان؟ رغم الاحتجاجات التي الخرطوم والمدن السودانية لاسقاط الحكم في السودان، هكذا بدأت الـ"سي إن إن" تقريرها في نسختها الإنجليزية هكذا حول تدخلات روسيا لتحول بين تنحي البشير وبين الاحتجاجات ضده.
حيث كشفت الـ"سي إن إن" معلومات حول تعاون "البشير" مع شركة روسية يمتلكها رجل غني مقرب من الكرملين يدعى " يفغيني بريغوجين" ويلقب بطباخ "بوتين"، حيث وضعت الشركة خطة من تلك الشركة لمساعدة "البشير" تضمنت معلومات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي عن الاحتجاجات التي اندلعت حينها ضد الحكومة السودانية
وقالت الشبكة الأمريكية أن تلك الاستراتيجية لم تكن من إعداد الحكومة السودانية، حيث أكدت الوثائق أن الشركة الروسية هي التي أعدت الخطة كاملة مقابل 2 مليون دولار واعطتها جاهزة للرئيس السابق "عمر البشير"، وأكدت مصادر عسكرية داخل الخرطوم للشبكة الأمريكية أن "البشير" اعطى تعليماته للحكومة بتلك المقترحات وتم بدأ العمل بها.
وقال مسؤول في النظام السابق إن المستشارين الروس راقبوا المتظاهرين وبدأوا إعداد خطة لمواجهتهم بما قاله المسؤول "خسائر بسيطة لكن مقبولة من الأرواح"، فإنها كانت بالأساس تشكل مخططاً لحماية مصالح الكرملين في السودان وإبقاء البشير في السلطة.
اقرأ أيضاً.. رئيس المجلس الانتقالي الجزائري: نشكر السيسي.. ونأمل في المزيد من روسيا
ويعود أصل الوثائق التي اطلعت عليها CNN إلى شركة مقرها مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، اسمها شركة "M-Invest"، والتي تملك مكتباً في العاصمة السودانية الخرطوم، ويأتي عمل الشركة الأساسي في استخراج المعادن الخام، ومنحت الشركة امتيازات لمنجم ذهب في السودان، ولكن يبدو أنها تخطت مجال التعدين إلى السياسة.
ماذا جاء في الوثائق؟
جاءت في وثيقة تعود إلى يناير الماضي، أن الشركة الروسية نصحت "البشير" بنشر مزاعم عن أن المحتجين يهاجمون المساجد والمستشفيات، ومحاولة زرع أعلام المثلية الجنسية بينهم، كما اقترحت تنفيذ حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي أن إسرائيل تدعم المحتجين.
واقترحت الشركة طرقاً لتحسين صورة الحكومة، من خلال التوزيع المجاني للخبز والدقيق والحبوب والمواد الغذائية، كما اقترحت خروج الاحتجاجات على الغرب، واستخدام تغطية موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لاستجوابات المعتقلين، التي يعترفون فيها بأنَّهم وصلوا لتنظيم حرب أهلية في السودان.
وتوصي وثيقة أخرى للشركة بإلقاء القبض على قيادات الاحتجاج في اليوم السابق على حدوث التظاهرات، وتوصي كذلك بنشر معلومات مضللة بالقول إن المحتجين تلقوا أموالاً للمشاركة.
كما اقترحت الشركة الروسية تكوين فرق على مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمة الحراك الاحتجاجي، والدخول في خلافات مع المستخدمين، والتعبير عن أجندة بديلة والعدد الأمثل للحسابات التي تعمل بالتوازي هو 40 إلى 50 حساباً.
من هو رئيس الشركة الروسية؟
كان "بريغوجين" رئيس الشركة الروسية واحداً من 13 روسياً اتهِموا في إطار تحقيق المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، حيث أكد الكونجرس أن حسابات وهمية أُنشئت على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الناخبين بمعلومات تحريضية، حينها نفى بريغوجين أي تورط في التدخل بالانتخابات، ولم يُرد على المكالمات الهاتفية التي وُجِهَت لشركته الرئيسية "Concord Management and Consulting" للاستشارات.
وتتمتع موسكو بعلاقة قوية مع السودان وجيشه، حيث كان السودان هو نموذج موسكو لمد نفوذها في إفريقيا وحول العالم: مزيج من المصالح الخاصة ومصالح الدولة التي تعود بالنفع على الأثرياء الروس والكرملين.
وكان رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح برهان قد طلب من روسيا المزيد، حيث قال في تصريحات صحفية أول أمس" وتابع البرهان في تصريحاته: "روسيا دولة عظمى ونرجو منها الكثير في المستقبل، نقدِر لها دورها وموقفها.. وروسيا من المحطات الهامة في برنامج الزيارات الخارجية".