أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بعيد الربيع أو كما يطلق عليه البعض عيد "شم النسيم"، والذي يرتبط بأنواع معينة وصنوف من الأطعمة على رأسها الفسيخ والرنجة والبيض الملون.
ونظرا لأن الفسيخ يعتبر الوجبة الأساسية بل والمميزة لمائدة الاحتفال بشم النسيم، نزلت كاميرا "أهل مصر" في شوارع مدينة بسيون، التابعة لمحافظة الغربية، والتي تشتهر بجودة منتجاتها من الفسيخ والرنجة والبوري وغيرها من الأسماك المجففة، وبدأت رحلتنا من أحد المحال الشهيرة بإنتاج الأسماك المجففة بها، حيث رصدنا إقبالا كبيرا سواء من سكان المدينة أو القرى والمراكز المحيطة بها وحتى المحافظات الأخرى.
يقول عصام علام، صاحب المحل إن مدينة بسيون تشتهر بإنتاج الفسيخ، وذلك على مستوى الجمهورية، نظرا لتميزها بإعداد وصناعة منتج ذو جودة ونظافة عالية، هذا بالإضافة إلى توافر الرقابة الدائمة بل واليومية - سواء من قبل الإدارة الصحية أو التموين أو الطب البيطري أو مسئولي حماية المستهلك - على المنتجات السمكية ،هذا علاوة على تنافس التجار فيما بينهم لإنتاج وإخراج أفضل ما عندهم من الأسماك المجففة خلال الموسم .
أضاف علام ،أن هناك إقبالا كبيرا على شراء الأسماك المجففة، وخاصة الفسيخ، وترتفع تدريجيا حتى تصل للذروة، بداية من خميس العهد لدى الأقباط والذي يسبق عيد القيامة ب 3 أيام ، الناس تنتظر هذا اليوم من كل عام - شم النسيم - فقط لتأكل الفسيخ، وبالتالي لا يهتموا بمسألة إرتفاع سعره ويقوموا بشرائه، لافتا أن عدم اهتمام الجمهور بإرتفاع أسعار الفسيخ والبوري وشرائهم إياه قد يكون أحد الأسباب التي تدفع أصحاب المزارع يركزوا إنتاجهم للسمك السوبر عالي الجودة في موسم شم النسيم، ومن ثم يقوموا برفع أسعاره .
وأشار صاحب محل الأسماك، أن أسعار الفسيخ والبوري مرتفعة جدا هذا العام، وذلك إذا ما قورنت بالعام الماضي، حيث تبدأ من ( 90 - 130 ) جنيه - حسب حجم السمكة - بينما تظل أسعار باقي أنواع الأسماك الأخرى، كالسردين والأنشوجة و الرنجة ثابتة، حيث تتراوح أسعارها بين 30 و 34 جنيه للكيلو .
وتابع علام، قائلا : " أسعار الفسيخ والبوري عالية هذا العام لأن أصحاب المزارع رفعوا أسعار الأسماك بطريقة غير عادية، وذلك بالرغم من أن الأعلاف رخيصة، مضيفا أن عملية تحضير الأسماك المجففة بكافة أنواعها - سواء الرنجة أو الفسيخ أو الملوحة أو السردين أو الأنشوجة - تمر بعدة مراحل تبدأ بشراء أسماك طازجة وغسلها جيدا ،ثم تصفيتها تماما من الماء ووضعها في غرفة تعرف بالدفاية من ( ٣ - ٤ ) ساعات، ثم وضعها بعد ذلك في براميل خشبية معقمة جيدا ،ويوضع عليها الملح ثم طبقة من البلاستيك ،وتترك لفترة تتراوح بين ( ١٠- ١٥ ) يوم، ثم نخرج الأسماك بعد ذلك ويتم استخدامها وبيعها، موضحا أن مدة صلاحية هذه البراميل تتراوح بين ( ٣ - ٦ ) شهور .
وأضاف علام، أن له عملاء في جميع المحافظات - من القاهرة والإسكندرية والصعيد والفيوم وغيرها - هذا بالإضافة إلى عملائه من مشاهير كرة القدم كالنجم محمد صلاح نجم منتخب مصر وأسرته، والنجم أحمد المحمدي كابتن منتخب مصر وأسرته، والكابتن وائل جمعة، والكابتن محمد أبو تريكة، ومن نجوم الإعلام الإعلامي محمود سعد.