يزعم بعض الكتاب المتأثرين بأفكار مخالفة للفكر الإسلامي أن الدين أفيون الشعوب، لكن هذا القول لا يتفق مع تاريخ الحضارة الإسلامية، ذلك أن الدين الإسلامي عندما نزل في مكة المكرمة نزل على قوم أميين يسود بينهم الجهل وتغلب على حياتهم البداوة، ولكن بعد أن تحول هؤلاء للإسلام تحولوا معه إلى أمة حضارية ذات رسالة خالدة ولم يخلد أهل مكة الذين دخلوا في الإسلام للراحة ولا للكسل بل انتقل من انتقل منهم للحبشة في الهجرة الأولى ثم المدينة المنورة في الهجرة الثانية، وبعدها أخذ هؤلاء الصحابة على أعتاقهم نشر رسالة الإسلام في كل أركان الأرض سواء من خلال الدعوة والتجارة أو مع الفتوحات الإسلامية، ثم ازدهرت الحضارة الإسلامية في كل مناحي العلم والحياة فلم يكن الدين الإسلامي أفيونا لمن دخل فيه.
الدين أفيون الشعوب ماذا قال محمد صالح المنجد ردا على هذا الشعار
وحول مقولة الدين أفيوم الشعوب يقول محمد صالح المنجد : هذه مقالة نطق بها كارل ماركس اليهودي ، اخترع هذه المقالة يزعم بها أن الدين مُخَدِّرٌ ومُبَلِّدٌ للشعوب .
وكلامه مردود بالحق الحقيق بالقبول ، وهو أن الدين الصحيح الحنيف ملة إبراهيم الذي أمر الله خلقه بإقامته؛ دين يلهب القلوب والمشاعر ، مُحرك لجميع الأحاسيس والقوى ، دافع بها إلى الأمام ، لا يقبل من أهله الذل والاستكانة والخضوع للظلم ، ومجاملة الأعداء ، والسكوت عن الباطل والفساد ، أو الجمود على طقوس وأوضاع ما أنزل الله بها من سلطان ، بل يوجب عليهم النهوض والاستعداد بكل قوة ، وتسخير كل دابة ومادة على وجه الأرض ، أو في جوفها أو أجوائها كيلا يغلبهم عدوهم في ذلك ، وأن يجعلوا جميع مواهبهم وطاقتهم في سبيل الله ، لإعلاء كلمته ، وقمع المفتري عليه ، والبراءة ممن جانب دينَه وتَنَكَّر حكمَ شريعته .