اعلان

الدماء روت الأرض والأسماء لا تُزين المساجد.. الشهداء ينتظرون تكريم "الأوقاف".. مديرو الإدارات يحصرون الأعداد لتسليمها إلى الوزير.. والجمعيات الشرعية تحاول السيطرة على "بيوت الله"

وزير الأوقاف

انتهت الفترة التي أعلن عنها وزير الأوقاف لتغيير أسماء المساجد التي تحمل دلالات فكرية أو إن شئت قلت أسماء الإرهابيين، فلا أحد يتصور أن هناك مساجد في بعض المحافظات تحمل بعض أسماء الإرهابيين إلى الآن، لذلك أصدر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قرارا مباشرا بتغيير هذه الأسماء في موعد أقصاه شهر، حيث يتم الانتهاء قبل رمضان.

◄ «الأوقاف» تحاصر أوكار الإرهابيين.. لماذا لا يتم تسمية المساجد بأسماء الشهداء؟

القرار الذي أصدره الوزير جعل البعض يتساءل لماذا كل هذا الصبر على أسماء هذه المساجد، لأن الولاية على المساجد والسيطرة عليها من صميم عمل وزارة الأوقاف، وكيف يسمح لهذه المساجد أن تنشر فكرا إرهابيا لروادها، ولكن أن تأتي متأخرة خير من عدم الإتيان بها، فهناك مساجد تابعة للجمعيات الشرعية تحاول الوزارة بشتى الطرق السيطرة عليها إلا أنها في أحيان كثيرة تفشل في ذلك وتلجأ إلى سياسة أنه طالما هذه المساجد لا تضر بالعمل الدعوي فلا مانع من فتحها مع الرقابة عليها.

بعد إصدار هذا القرار بأسبوع، وفي تنفيذ فعلي لقرار وزير الأوقاف، تم تغيير مسجد يحمل اسم مؤسس الإخوان حسن البنا في محافظة بني سويف ليحمل اسم «مسجد الهدى»، وهذا المسجد يقع بمنطقة «شارع السوق» في مدينة ناصر، وكان معلق عليه لافت تحمل اسم «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، هذا إلى أن الإخوان استخدموه أكثر من مرة في الدعاية للانتخابات البرلمانية والرئاسية، إضافة أنهم كان يقومون بتخزين الزيت والسكر المستخدم في الدعاية الانتخابة.

بالطبع ليس هذا المسجد فقط الذي يحمل اسم له دلالات فكرية، حيث علمت «أهل مصر» من مصادر لها، أن الوزير جمعة طالب جميع المديريات على مستوى الجمهورية بحصر هذه المساجد وتسليم تقرير فوري خلال شهر، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وأضافت المصادر، أن جميع مديرى الإدارات يحاولون حصر هذه المساجد وتقديمها للوزير حتى بعد انتهاء المدة، مؤكدة أن هناك بعض المحافظات تكثر بها الجمعيات الشرعية ومساجد السلفيين كالإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ، لكن الوزارة حتى الآن لا تستطيع السيطرة على هذه المساجد.

وفي هذا أكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والمتحدث باسم الوزارة ، إنهاء الوزارة علاقة الجمعيات والجماعات بالمساجد وتغير أسماءها، أن الوزارة ستغير أسماء مساجد أنصار السنة، واسم الجمعية الشرعية.

◄ الجمعيات الشرعية تحاول السيطرة على «بيوت الله».. وجابر طايع: الولاية على المساجد من اختصاص الوزارة

وقال طايع في تصريحات لـ«أهل مصر»، أن الأوقاف لا تختلف مع الجمعيات الأهلية التي تقدم خدمات إلى المواطنين، لكن يجب أن يكون هناك ولاية للأوقاف على المساجد، لافتا إلى ضرورة تسليم أي مسجد يبنى لإدارة وزارة الأوقاف، لأنها الوحيدة التى لها حق السيطرة على جميع المساجد.

◄ مصادر: مديرو الإدارات يحصرون الأعداد لتسليمها إلى الوزير.. والسلفيون منتشرون في 3 محافظات 

أما الأمر الآخر الذي لفت الانتباه في قرار وزير الأوقاف بتغيير أسماء المساجد، هو أنه لماذا لا يتم استبدال أسماء الإرهابيين بأسماء الشهداء تقديرا على ما قدموه في معركة الحرب ضد الإرهاب، حيث تقول أحد المصادر داخل الوزارة، إن هذا الأمر لم يطرح لا من قريب أو بعيد لأن أسماء المساجد ليست كأسماء المدارس والشوارع وفي الغالب يتم تسمية المساجد باسم من أسماء الله الحسنى أو اسم صحابي جليل.

وأضاف المصدر، أن أعداد المساجد التى تحمل أسماء إرهابيين ليس كبيرا كي يتم تقسيم المساجد إلى أسماء الشهداء، مؤيدا هذه الفكرة في حالة إذا كان العدد كبيرا ولكنها أسماء مساجد محدودة جدا، رافضا ذكر العدد الكلي: «ليس لدى رقم محدد ولكن ما أعلمه أنه ليس عددا كبيرا».

وكان قد قال وزير الأوقاف، إن رسالة المساجد هي أن تجمع ولا تفرق، وألا تستخدم لصالح أي جماعة أو حزب أو فصيل، وألا يزج بها في الصراعات الحزبية أو السياسية أو الأيدلوجية، و ألا يسمح بما كانت تقوم به الجماعات المتطرفة من استخدام المساجد للتحريض على العنف واستهداف الآمنين من أبناء المجتمع والخروج بها عن رسالتها السمحة السامية التي تبني ولا تهدم، تعمر ولا تخرب، تصلح ولا تفسد.

وأضاف الوزير فور صدور هذا القرار، أنه ينبغي أن نجعل من رسالة المساجد عمارة للكون وسلاما للإنسانية جمعاء، وهو ما نعمل وسنظل نعمل عليه وله بكل ما أوتينا من قوة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً