المديح لا يتوقف عن نعم رمضان علينا، والكلمات تعجز عن وصف مدى بركة شهر رمضان وكرمه على الفقير والغني، فالصوم شفاء للجسم، وفي رمضان تعم البركة في كل شيء في العمل بركة، في الأجور بركة، كما من أفضل البركات التي في شهر رمان بركة السحور.
وفي حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (تسحّروا؛ فإن في السحور بركة) متفق عليه، فهذا كافٍ لأن نتبع الرسول بأكلة السحور، حيث إن لها فضائل عدة.
فضل تناول وجبة السحور
1. اتباع سنة الرسول اقتداءً به صلى الله عليه وسلم، والذي كان محافظا على القيام بها.
حيث ذكر عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: "تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة" فقيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟ فقال: "قدر خمسين آية" رواه البخاري.
2. السحور يهون على الصائم يومه، عدم السحور يجعل اليوم شاقا وإن تسحر في جوف الليل فصعب عليه صلاة الفجر بسبب غلبة النوم عليه، فقد يؤدي إلى ترك الصبح أو يضطر للسهر.
3. أكد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر أصحابه بها كثيرا مؤكدا على فضلها.
دليل هذا في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، حيث قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: (هلمّ إلى الغداء المبارك) رواه أبو داود والنسائي.
وعن عبد الله بن الحارث أن أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دخلت على رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يتسحر، فقال: (إنها بركة أعطاكم الله إياها؛ فلا تدعوه) رواه النسائي.
4. من أكثر الأفضال أهمية أن السحور قبل الفجر يخالف أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين حُرموا من فضلها.
وذكر عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر) رواه مسلم.
5. يعمل السحور على إمداد العبد بالقوة التي تلزمه للعبادة، كما يزيده نشاطا، فمن دونه تزداد المشقة في الصيام، فهناك من يغشى عليه بسبب طول مدة الإمساك عن الطعام والشراب.
فمن الفضل تعجيل الفطور وتأخير السحور وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لا ضرر ولا ضرار) رواه أحمد وابن ماجه، وزاد الدار قطني: (ومن شاقّ شقَّ الله عليه).
6. الاستيقاظ في وقت مبارك، حيث يتنزل فيه الرب إلى سماء الدنيا بما يليق بجلاله فيقول: (هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟) إلى أن يأتي الفجر، كما جاء في "صحيح مسلم".
7. يفضل أن يملأ وقت الفجر بالاستغفار والتسبيح حين ذكر الله سبحانه وتعالى {والمستغفرين بالأسحار} (آل عمران:17)، وفي هذه الأوقات تكون أقرب للاستجابة.
8. السحور ما هو إلى رحمة من الله فهو من مظاهر الرحمة الإلهية الموجودة في كافة تشريعاته.
9. من أعظم أفضال السحور صلاة الله تعالى وملائكته على العبد.
وظهر هذا في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله وملائكته يصلون على المتسحّرين) رواه أحمد.
10. مشقة الصيام في العطش والجوع يمنعها الأطعمة الصحية التي ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل التمر.
إن إتباع الرسول ينعم على العبد الرحمة والبركة والخير والحسنات وعمل صالح مقبول بإذن الله، سحورا هنيء، وصيام مقبول، وإفطار شهي، إن شاء الله.