بدأ تيار السلفية المدخلية في الانتشار داخل الأراضي الليبية، ولكن بشكل خفي دون أن يعلم أحد متى بدأ هذا التيار في زراعة أول بذروه في ليبيا، فما إن رحل القذافي وانقلب النظام الليبي رأسا على عقب، إلا وظهر هذا التيار بعد أن توغل وانتشر وسيطر على كافة الهيئات والمؤسسات الدينية في ليبيا.
وتيار السلفية المدخلية يشترك مع جماعة الإخوان المسلمين مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في العقيدة الفكرية، وقد ظهر خطر التيار السلفي المدخلي في ليبيا بشكل خاص بعد أن تحول هذا التيار لحمل السلاح بحجة المشاركة في مقاومة تنظيم داعش وقامت عناصر متطرفة منها بتحطيم المساجد التي يوجد بها أضرحة ومقابر.
وكان لـ"أهل مصر"، أن تطرق هذا الملف الشائك المخفي عن أنظار الكثير حول هذا التيار السلفي الهجين لمعرفة من هو ومع من يعمل ولصالح من؟
قال كامل عبد الله، خبير سياسي في الشأن الليبي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن السلفية المدخلية استطاعت ان تعزز موقفها على الأراضي الليبية الفترة الماضية في وقت قصير، إضافة إلى أنها نجحت في سحب الاقتصاد من التيارات الأخرى المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الليبية المقاتلة، وغيرها من تلك الجماعات المعروفة في ليبيا.
ما تأثير السلفية المدخلية على الشارع الليبي؟
وأكد عبد الله، أن السلفية المدخلية، استطاعت السيطرة على الهيئات الرسمية الدينية في لببيا والتي تمثلت في المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، وخصوصا في منطقة شرقي ليبيا، فأصبحت قوة مؤثرة داخل المجتمع ولها كتائبها الخاصة وعلاقاتها الواسعة بمختلف المستويات، وتعد السلفية المدخلية من أبرز القوى المسلحة داخل ليبيا.
لحساب من تعمل السلفية المدخلية في ليبيا؟
أفاد الباحث السياسي، كامل عبد الله، بان السلفية المدخلية تعمل لحساب الخليفة حفتر، وفي طرابلس وغرب ليبيا تعمل لحساب حكومة الوفاق الوطني، مؤكدا أن السلفية المدخلية لديها مرونة في التعامل، إذ تستطيع أن تتغير بين الحين والآخر لصالح مصلحتها الخاصة فقط، وعلى حسب تعليمات أمير السلفية المدخلية بالمنطقة المتواجدة بها.
ماذا عن نشاط السلفية المدخلية في ليبيا؟
أكد عبدالله، أن السلفية المدخلية في ليبيا، لها نشاطها الخاص بها، وذلك من خلال المساجد التي تسيطر عليها، إضافة إلى دور القيادات الدعوية التابعة لها في ليبيا، ما جعل لها دورها المؤثر في تحفيز التابعين لها على العمليات الجهادية، وأيضا دروها الفعال داخل المجمتع الليبي.
ماذا عن مستقبل السلفية المدخلية في ليبيا؟
أوضح عبد الله، أن السلفية المدخلية تستطيع تغيير جلدها بسهولة، أي أنها متعددة المبادئ، فإذا رجحت كفة حاكم فهي تؤديه وتبايعه، ، فهم يسيرون على مبدئ الطاعة العمياء لولي الأمر ويعملون على تنفيذ أوامره دون مناقشة.
ماذاعن امتداد السلفية المدخلية خارج الأراضي الليبية؟
وفي السياق ذاته، أشار عبد الله، إلى أن السلفية المدخلية، تأخذ أوامر امتدادها من المملكة العربية السعودية، وخاصة من رئسيهم "ربيع المدخلي"، حتى أن المجموعة المتردة منهم في البلاد لا زالت حتى هذه اللحظة ينتظرون فتوى من أميرهم في شانهم.
السلفية المدخلية في الجزائر
أفاد عبد الله في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن مناخ الوضع السياسي في الجزائر، يختلف تماما بالنسبة لوضع السلفية المدخلية هناك، موضحا أن المغرب العربي لديه حساسية شديدة من ناحية تدخلات الخليج في شؤونه الداخلية، وأن السلفية المدخلية لم تجد ضالتها في الجزائر كما هو الوضع في ليبيا، لأن الأولى تمتلك امكانيات ضعيفة.
من يقف في وجه السلفية المدخلية؟
أكد عبد الله، أن السلفية المدخلية، تواجه العديد من الصراعات، منها السلفية المحسوبة على جماعات الإخوان المسلمين، والسلفية الجهادية على وجه التحديد، والتيار اليساري واللبيرالي في تونس، وان هناك محاولات ثورية لمواجة هذا التيار المتغلل في المغرب العربي لردعه، ولكن المملكة العربية السعودية ما زالت ماضية في تمويل ذلك التيار السلفي، لأنها أيضا تسمتد منه جزاء كبيرا في نظام حكمه وخاصة آل سعود، والذي من أساسيات حكمه عدم الخروج على الحاكم.
ماذا عن نفوذ السلفية المدخلية في كل من ليبيا والجزائر؟
أفاد عبد الله، أن السلفية المدخلية، أصبحت من التيارات ذات الشأن العظيم خاصة في ليبيا، إذا أصبحت تتصدر الفتاوى الدينية المتعددة، وعملت على هدم الأضرحة في ليبيا، وأيضا حرمت الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في كل من الدولتين ليبيا والجزائر.
نقلا عن العدد الورقي.