مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامه تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، خرج بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطين معترضين على ترامب ولكن في نفس الوقت قالت صحيفة النيويورك أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت على شاكلة تنظيم القاعدة من حيث الاساليب التي اصبحت تتبعها في التفجيرات أوغيرها من الأعمال الإرهابية الأخرى.
وقد وضع البيت الأبيض في عهد ترامب تصنيف الجماعة في عين الاعتبار خلال الأسابيع الأولى لإدارته في 2017، لكنه تخلى عن الفكرة، قبل أن يعود لطرحها مجددا ، وفي نفس الوقت أجرت بريطانيا هي الأخرى تحقيقات حول اعتبار جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، في ظل الضغوط التي مارسها عليها حلفاؤها الخليجيون، وهي في حالة دراسة حالية.
كيف يتم إصدار القرار النهائي؟
لاتخاذ قرار مثل هذا يجب على أن يقدم "ترامب" دليل واضح وصريح حول ما اذا كانت الجماعة تهدد المصالح الأمريكية وأمنها القومي أم لا، ولهذا السبب أعطت الإدارة المصرية كل الأدلة للرئيس الأمريكي خلال الزيارة الأخيرة، وبعد أن تعد هيئات مكافحة الإرهاب أدلة مكتوبة، يجب على وزير الخارجية استشارة وزير العدل ووزير الخزانة قبل إعلان التصنيف. وسيكون لدى الكونغرس الأمريكي سبعة أيام لوقفه، ثم سيكون لدى الإخوان المسلمين 30 يوماً للطعن على الحكم في إحدى المحاكم الفيدرالية بواشنطن.
وتحظى هذه الخطوة، في حال تم تطبيقها رسميا، بأهمية كبيرة في جهود مكافحة الإرهاب بالمنطقة والعالم، إذ ستعمل على "خنق" التنظيم المصنف إرهابيا في العديد من الدول.
ماذا قدم الرئيس السيسي للإدارة الأمريكية؟
قال محمد عودة الخبير في شؤون الجماعات المسلحة والإرهابية، أن اذا تم الاعلان من قبل الإدارة الأمريكية عن تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي فإن هذا سوف يكون خطوة في سبيل حصار التنظيم، وأضاف: "كما تدعم الإخوان جماعات متطرفة، لأنها لم تصدر حتى اليوم بيانا واحدا تصف فيه القاعدة أو داعش "تنظيمًا إرهابيًا، فيما تصف المجرمين الذين يحملون السلاح، بأنهم مواطنون أبرياء.
وقال "عودة" أن تلك الخطوة ستجعل تلك الخطوة قيادات الإخوان الهاربة إلى عدد من الدول، عبء عليها، وبالتالي ستدفعها إلى تسليمهم أو طردهم، كما أنها ستوقف من تمويل الجماعة بشكل ملحوظ وتحجم من نشاطها.
وبالعودة إلى صحيفة نيويورك تايمز قالت أنه من المعروف أنه إذا كان هناك تنظيم صنفته أميركا جماعة إرهابية، فإن دول العالم لا تسعى لدعمه، مما يعني أن تركيا وقطر ستوقفان دعمها للجماعة، علناً على الأقل.
وبالفعل فإن تركيا أصبحت تشعر بعبء الإخوان، مما دفعها لتسليم بعض قياداتها مثل محمد عبد الحفيظ إلى مصر، كما أن قطر ستتخذ حذرها وتوقف دعمها، وإن كان علنا فقط.
كما أن هناك انقسام بين جيل الشباب والشيوخ، وقيادات الداخل والخارج، حتى أن القيادات الموجودة في الخارج تعاني من انقسامات فيما بينها، وتتبادل تهما بالفساد المالي.
وعن الخطوات التي ستتخذها واشنطن لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، رسمياً، قالت الصحيفة إن طبيعة تلك الخطوات تعتمد على التصنيف، وما إذا كان سيكون على لائحة وزارة الخارجية، أو وزارة الخزانة الأميركية المالية، ومن المرجح أن التصنيف سيكون من خلال الخزانة الأميركية، لأن هذا سيؤدي إلى تجفيف مصادر تمويل الجماعة ووضع أشخاص بعينهم على قوائم المطلوبين.
وقال : ستحاول الإخوان أن تلتف على القرار بأن تنهي وجودها كجماعة، وتظهر في هيئة تيارات صغيرة وجمعيات بأسماء مستعارة، مثلما فعلت "جمعية قطر الخيرية"، التي تخدم الإخوان في أوروبا، عندما اتخذت اسما مختلفا في أوروبا، لتتمكن من العمل هناك وتنفيذ أجندتها.