مازالت ملامح
«صفقة القرن» تتضح كل يوم، حيث كشف «جاريد كوشنر» صهر الرئيس الأميركي دونالد
ترامب وكبير مستشاريه، بعض التفاصيل عن خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط،
مؤكدا أنها لن تضمن حلّ الدولتين الذي طرح منذ فترة طويلة، وستكون القدس عاصمة
لإسرائيل،فما الذي يعنيه غياب الدولة الفلسطينية في خطة ترامب؟ وعلى ماذا يراهن
لتمريرها؟ وما هو دور الأردن في الصفقة؟ ولماذا يعارض ملك الأردن عبدالله الثاني
ذلك الدور؟ وما هي نوعية الضغوط التي يتعرض لها؟ وهل يصمد أمام تلك الضغوط؟
ماهي
«صفقة القرن» التي أعلن عنها «كوشنر»؟
قالت صحيفة
«المونيتور» الأمريكية أن كوشنر قال خلال ندوة في معهد واشنطن لسياسة الشرق
الأدنى: «ما سنتمكن من إعداده هو حل نعتقد أنه سيكون نقطة بداية جيدة للقضايا
السياسية، ومن ثَم إطار لما يمكن القيام به لمساعدة هؤلاء الناس على بدء حياة
أفضل».
وأضاف كوشنر:
«تم تكليفي بمحاولة إيجاد حل بين الجانبين، وأعتقد أن ما سنطرحه هو إطار عمل أعتقد
أنه واقعي، وقابل للتنفيذ، وهو أمر أعتقد أنه سيقود الجانبين إلى حياة أفضل
كثيراً».
لم يكشف كوشنر
بشكل كامل عن تفاصيل الصفقة، لكنه قال إنها تتألف من شقين رئيسيين: «أحدهما سياسي
ويتعلق بالقضايا الجوهرية مثل وضع القدس، والآخر اقتصادي يهدف إلى مساعدة
الفلسطينيين على اقتصاد أفضل».
ما هو
دور الأردن في «صفقة القرن»؟
يبدو أن الأردن
عليها عبئاً أكبر مما يمكن تخيله، وهذا الدور متمثل في تأسيس اتحاد كونفدرالي يضم
الأردن والسلطة الفلسطينية، وإدارة مدنية فلسطينية لإدارة الضفة الغربية، مع ضم
المستوطنات في الضفة بشكل نهائي لإسرائيل، وأن تكون القدس بأكملها عاصمةً
لإسرائيل، وبالتالي فإذا ما تم هذا الأمر سيتم تصفية القضية الفلسطينية بشكل
نهائي،حيث إن التسريبات تتحدث أيضاً عن توطين مليون فلسطيني في الأردن، المقابل 45
مليار دولار.
وفي سياق متصل،
صحيفة الدستور الأردنية عبَّرت عن الموقف الرسمي الأردني قائلة: «إن الحديث عن وطن
بديل للفلسطينيين لن يجد منا نحن الأردنيين سوى التجاهل، فالأردن هي الأردن،
وفلسطين هي فلسطين».
مادور
القدس في الأمر؟
وفقاً للصحافة
الإسرائيلية، سيتم تغيير وضع الأردن الخاص بالنسبة للمقدسات الإسلامية والمسيحية
في القدس، عن طريق منح دور شرفي لدول أخرى مثل السعودية والمغرب أيضاً، وهذه نقطة
حساسة للغاية لدى المسؤولين الأردنيين الذين يعتبرون أن الدور الأردني في القدس
تاريخي،وضع القدس تحديداً هو النقطة الأبرز التي يعترض عليها الأردن، حيث إن
«كوشنر» يقول إن القدس هي عاصمة إسرائيل، بينما يرفض ملك الأردن الموافقة على ذلك،
وقد أعلن الملك عبدالله موقفه بشكل معلن في الأيام الماضية.
ماهي
الضغوط التي تمارس على ملك الأردن؟
يبدو أن الأمر
لا يقتصر فقط على الجانب الأمريكي حيث وجهت هند الفايز النائبة السابقة في
البرلمان الأردني أصابع الاتهام لعدد من الدول الخليجية دون أن تعلن عن هويتهم حيث
قالت:«عندما أتحدث عن الضغوط التي تمارَس على الأردن فأنا أتحدث بوضوح عن عدد من
الدول الخليجية»، مضيفة أن تلك الدول تستخدم أموال المساعدات كوسيلة ضغط، ورفضت
تسمية تلك الدول».
وكان «كوشنر»
قال أن خطة السلام الأمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي يتبناها الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب تضمن أمن إسرائيل وتجعلها أكثر قوة، موضحاً أنه يعمل على إعداد خطة السلام منذ نحو عامين.