بعد سنوات كثيرة في المنفى بعد خلاف دام طويلا بين والده وعمه حافظ الأسد تجدد بينه وبين ابن عمه "بشار الأسد" أسفر عن محاولة الأخير لاغتياله في مطار دمشق لمعارضته بعض سياسات النظام الحالي في سوريا رغم انتمائه لنفس العائلة نوه "ريبال الأسد" بتصريحاته ليكرر ماكان يحذر منه دائما خلال حواره مع صحيفة "الرياض بوست" السعودية حيث كشف مفاجآت حول مدى تحالف النظام الحالي مع إيران وتركيا، وكيف تسيطر تلك الدول على أكثر المناطق أهمية في سوريا، وماهو مدى الخلاف بينه وبين بشار الأسد؟سيطرة إيران و تركيا على مفاصل الدولة في سوريا"ريبال الأسد" الذي ولد في 4 يونيو 1975، رجل الأعمال والناشط السياسي السوري مؤسس ومدير منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا، أكد للصحيفة السعودية أن النظام السوري تحالف مع إيران على حساب العلاقات العربية، وتركيا التي تحتل لواء اسكندرون وهي ارض سورية اكبر بكثير من الجولان الذي تحتله اسرائيل - بالإضافة إلى أعطاء الفرصة لقطر لتكون همزة الوصل بين السلطة السورية والإخوان المسلمين في تركيا والدوحة رغم أن تاريخ الإخوان الإجرامي في سوريا كان معروفا منذ الستينات، مؤكداً أن قطر كانت سبباً في دعم الجماعات التكفيرية وجماعة الاخوان المسلمين بشكل غير مباشر الّذين عادوا وانقلبوا عليهم وقاتلوهم في سوريا خلال أحداث ما بعد الربيع العربي .علاقة سوريا مع السعوديةوقال "ريبال" أن سوريا كانت تتمتع بعلاقات تاريخية مع السعودية خلال عهد الملك فيصل المعروف بوقفته التاريخية مع سوريا في حربها مع إسرائيل ، وامتدت هذه العلاقة إلى الملك فهد والملك خالد والملك عبد الله رحمهم الله ومع الملك سلمان حفظه الله منذ كان أميراً للرياض.واضاف تلك العلاقة قد شهدت بعض الأزمات مؤخراً بشكل طفيف بسبب وقوف النظام السوري مع الدول التي تؤجج الأزمات ضد دول الخليج في إشارة إلى إيران وتركيا وقطر.وتمنى "ريبال" عودة العلاقات العربية الاخوية الممتازة كما كانت في السابق ، فسوريا لاتنسى وقفة السعودية معها والتي ساهمت في تحقيق الكثير من المشاريع في سورية منها التعليمية والإقتصادية وغيرها .وأكد نحن نقدر بشكل كبير الخطوات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والمشروع الإصلاحي التطويري ومحاربة التطرف بكل أنواعه الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وإبراز فكره العروبي ، وضرورة التنسيق السوري مع السعودية ومصر في مواجهة المشروع الإخونجي المدعوم من قطر وتركيا وإيران والمراد منه السيطرة على الوطن العربي.خلاف أدى به إلى المنفىواضاف "ريبال" لقد نادينا كثيراً بالانتقال السلمي للسلطة، والتمسك بروابطنا القوية مع الدول العربية التي تحارب الإرهاب، متذكراً خطاب والده الشهير أمام رابطة خريجي الدراسات العليا في فندق الشيراتون عام 1984 : "لقد قدم العرب الأموال والرجال لدعم معارك سوريا ، لقد قاتل العرب على أرض سورية ، ألا يكفيكم هذا ؟ كيف لنا أن ننتصر لولا الدم والمال العربي ؟ نحن ندرك ما بيننا وبينهم من بعض التناقضات الفكرية والايديولوجية لكننا نؤمن ان الموقف الوطني والأخلاقي والسياسي يقتضي ان نتجاوز هذه التناقضات ، لكنهم أبوا إلا أن يهاجموا إخوتهم العرب ويسيئوا لهم ".وقال "ريبال" أن هذا الخطاب حينها قوبل باعتراض من نائب الرئيس الأسبق عبد الحليم خدام و وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، رغم تحذير والده من خطر الأخوان في سوريا، مشيراً إلى ان والده كان من اوائل من نادوا باستعادة الأراضي العربية المحتلة ومنها الأحواز العربية ولواء اسكندرون العربي السوري والجولان ، لانه كان يقول لا فرق بين محتل و آخر.وأضاف "ريبال" قائلاً: "أتذكر جيداً عندما وقع خلاف سياسي بين والدي والرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله ، بقينا نحن كعائلة وكنا صغارا، لا نتدخل في الخلافات ، وتركت سوريا وكنت صغير السن، والوحيد الّذي لم يقطع علاقته معنا وكان يزور الوالد دائما هو الراحل باسل رحمه الله ، ويقيم في منزلنا كإبن عم وأخ كبير، وكان يردد دائما، أن هذه المشاكل هي بين أبي وعمي ونحن لا نتدخل فيها وأنا أحب عمي كوالدي وأحبكم كإخوتي، وعندما عاد الوالد إلى سوريا بعد وفاة جدتي رحمها الله قال لي إذهب فورا لزيارة ابن عمك باسل ، وكنا دائما،وكل هذه الفترة لم أكن أعرف بشار وكل ما أعرفه أنه كان يدرس الطب وسبق أن اجرى دورة عسكرية للشبيبة عند الوالد، وبعد وفاة باسل بحوالي أربعين يوما، حصل خلافا بيني وبين "بشار" أمام فندق الشيراتون ما أدى إلى محاولة اغتيالي في مطار دمشق بعدها بأسابيع عدة.سوريا المستقبليةواشار إلى أنه يتمنى أن يرى سوريا كدولة مدنية ديمقراطية حضارية، مؤكداً يجب ان نعمل جميعاً على إعمار سوريا وإعادة اللاجئين والمهجرين ، والإهتمام بعوائل الشهداء والجرحى.واقترح "ريبال الاسد" أن يكون النظام كونفيديراليا او فديراليا كما هو الحال في ألمانيا وسويسرا او امريكا، لإعادة توازن التنمية والأمن إلى سوريا.ولكي يكون هناك مستقبل أفضل لسوريا يجب أن يكون هناك مؤتمر جديد يشمل كل الأطراف وكل من هو جاهز لدعم مساواة المواطنين تحت سلطة القانون مهما كان دينه ومذهبه وعرقه، وهذا المؤتمر سينهي أي حضور للمتطرفين كالإخوان المسلمين ومشتقاتهم.واختتم "ريبال" حواره متنمنياً العودة إلى سوريا قائلاً: "هناك بلدي وشعبي و عائلتي وأهلي وأصدقائي وأحبائي، وحتما أريد العودة"
كتب : سها صلاح