«البشير» حرض على 10 عمليات إرهابية في مصر منها 3 محاولات لاغتيال مبارك مقابل 100 مليون دولار

البشير
كتب : سها صلاح

بعد تنحي الرئيس السوداني عمر البشير يوم 11 أبريل بعد موجة من التظاهرات

التي اجتاحت البلاد حتى الآن، بدأت تتكشف بعض الحقائق حول النظام السوداني البائد،

وكان عبد الفتاح برهان رئيس المرحلة الانتقالية الحالي في السودان قد قدم بعد

مشاورة المجلس العسكري السوداني طلباً لإزالة السودان من قوائم الدول الراعية

للإرهاب بعد أن أدرجها الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون» على قوائم الإرهاب في

نوفمبر 1993، ولكن لماذا تم وضعها على تلك القائمة، وهل كان يستحق البشير حينها

ذلك؟

في هذا السياق كشفت مذكرة «التعرية لكتاب التبرئة» الذي أطلقها السيد إمام

عبد العزيز الشريف «المعروف بالدكتور فضل» الزعيم السابق لتنظيم الجهاد المصري

رداً على كتاب «أيمن الظواهري» زعيم تنظيم الجهاد الحالي الذي جاء باسم «التبرئة ـ

تبرئة أمة السيف والقلم من منقصة تهمة الخور والضعف»، عن إن نظام الرئيس السوداني

البائد تورط في تنفيذ بعض العمليات الإرهابية في مصر، من خلال إنشاء عدد من

المعسكرات التدريب داخل السودان لتأهيل بعض من الإرهابيين للقيام بتلك العمليات

وعلى رأسهم تنظيم القاعدة.

ماهي عدد العمليات

الإرهابية التي كان من المقرر تنفيذها في مصر؟

نقلت وثيقة «التعرية

لكتاب التبرئة»، مراسلات واعترفات متبادلة بين  أسامة بن لادن وأيمن

الظواهري من جهة، وبين سيد إمام، أحد مؤسسي تنظيم الجهاد من جهة أخرى،

حيث  في الفصل الأول، أن سيد إمام قال أن أيمن الظواهري عندما اتهمته

بالعمالة للمخابرات السودانية، أقسم لي بالله في نهاية عام 1993، أنه ملتزم أمام

السودانيين بتنفيذ 10 عمليات إرهابية في مصر فقط، وأنه استلم 100 ألف دولار ويجب

تنفيذهم.

وما أكد ماجاء في وثيقة

«التعرية لكتاب التبرئة» حول تلك العملية بشكل خاص هو الحوار التلفزيوني الذي كان

حسن الترابي زعيم جبهة الانقاذ الاخواني الذي قد سجله وأذيع بعد وفاته عام 2016،

واكد فيه عن تورط نائبه الإخواني «علي عثمان محمد طه»، بشكل مباشر في عملية أديس

ابابا بمعاونة جهاز الأمن العام الذي كان يترأسه حينها نافع علي نافع.

وقال الترابي إنهم تلقوا

مليون دولار مقابل العملية، حصل عليه علي عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية

القومية.

محاولات اغتيال وزراء مبارك

كانت من بين العمليات

العشر الإرهابية الأخرى الذي تلقى عليها «ايمن الظاهري» مبلغ الـ100 مليون دولار

من السودان بعلم الرئيس السوداني المعزول «عمر البشير» محاولة اغتيال وزير

الداخلية المصري السابق، اللواء عبد الحليم موسى في 12 أكتوبر 1990، حيث نفذها

مسلحون تابعون لجماعة ايمن الظواهري أعلى كوبري قصر النيل أثناء مرور موكب الوزير،

لكنه نجا منها بسبب تصادف مرور موكب الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق

حينها والذي قتل بدلاً من الهدف الأساسي.

 

وفي 18 إبريل 1993 تعرض

وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء حسن الألفي، لمحاولة اغتيال عبر تفجير أحد

أعضاء تنظيم الجهاد نفسه في موكبه أمام الجامعة الأميركية بالقاهرة، واعترف

الظواهري الذي كان يقيم في السودان وقتها في كتابه “فرسان تحت راية النبي”، أن

محاولة الاغتيال جاءت رداً على محاكمة 800 من الإرهابيين أمام المحكمة العسكرية في

القضية المعروفة باسم “طلائع الفتح”.

كما تعرض وزير الإعلام

السابق، صفوت الشريف، في أغسطس 1993 لمحاولة اغتيال، في منطقة مصر الجديدة، على يد

عناصر من تنظيم القاعدة، لكنه نجا بعد أن أصيب بطلق ناري في يده.

كيف استخدم البشير

«الظواهري» لتصفية حسابات سياسية مع مصر؟

ووصف «دكتور فضل» صاحب

الوثيقة «أيمن الظوراهري» بالكذاب الدولي عندما كان يحكي قصة الأخير عن عمالته

للمخابرات السودانية لمحاربة النظام المصري، ويقول «فضل»: «اشتغل الظواهري عميلاً

للمخابرات السودانية التي استعملته وجماعته «جماعة الجهاد» لإزعاج السلطات المصرية

لتصفية حسابات سياسية، وذلك عام 1993، كذب علينا الظواهري وقال لهم «إن لديه عشرة

آلاف مقاتل في مصر من الإخوة بمستوى تدريب قوات الصاعقة»، وقد كذب فقد كانوا بضع

عشرات، وما زال في السجون المصرية من كان يصدقه:منهم «ع.ش» الذي قال إنه لن يخرج

من السجن حتى تخرجه دبابات الظواهري.

ومنهم «ع.م.د» الذي قال

لماذا أنتم تريدون التهدئة مع الحكومة والظواهري لديه عشرة آلاف مقاتل لم يحركهم

بعد، و«أ.س.م» الذي قال إنه سيتفاوض مع الحكومة بعدما يقوم الظواهري بتنفيذ

عمليتين أو ثلاث في مصر تقوي موقفه في التفاوض.عناصر الجهادين بعد القبض

عليهم في مصر

وتعامل الأمن السوداني مع

الظواهري على أساس هذه الكذبة الكبرى وأعطوه 100 ألف دولار ليبدأ العمليات في مصر،

ففشلت أول عملية «محاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقي في أواخر 1993» وجرى

اعتقال كل الإخوة المشاركين وجرى إعدام ستة منهم، وتوقفت العمليات، واخترق الأمن

المصري جماعة الجهاد، ووقت ما كان الرجال الستة في طريقهم إلى غرفة الإعدام كان

الظواهري يجلس مع أصحابه في الأمن السوداني يحكي لهم النكات المضحكة بينما هم

يتوقعون منه أن يكلمهم في الأمور الكبرى والخطيرة، ولكن الظواهري كان فارغا، ولم

تكن لديه قضية يكلمهم فيها، واستمر كذلك حتى مَلّ السودانيون من كثرة هزله ونكاته

فاشتكوه لأصحابه وقالوا لهم «شوفوا لنا زول غير الظواهري نتكلم معه، هذا ما في

عنده إلا نكات أبو لمعة، كل ما يجلس معنا يحكي لنا نكات أبو لمعة». وفي لهجة أهل

السودان «زول» يعني رجل.

ويحكي فضل عن أكاذيب الظواهري

موضحاً «قوله إنهم قرروا القيام بعمليات قتالية في مصر حتى تبقى الفكرة الجهادية

حية وحتى لا تنطفئ شعلة الجهاد وفقاً لـ«صفحة 193 من كتابه».

كيف نشأ الفكر الجهادي الذي

دعمته السودان؟

طرح الكاتب سؤالا

توضيحياً عن نشأة هذا الفكر الدموي، واجاب قائلاً: نشأ هذا المذهب في أوائل

التسعينيات من القرن العشرين الميلادي لدى كلٍ منهما، ولكل منهما دوافعه الخاصة به

وليس هنا محل شرحها، ثم تضخم هذا المذهب في نهاية التسعينيات عندما التقت إرادتهما

«أسامة بن لادن وخالد شيخ محمد» على قتل أكبر عدد ممكن من الأميركان، وترجموا هذا

عمليا في تفجيرات 11 سبتمبر 2001 للقتل بالجملة بدون تمييز بين مدنيين وعسكريين،

ونظرا لما انطوى عليه هذا المذهب من مخالفات شرعية فقد كان يجري الإعداد لتبريره

فقهيا، وتمريره وتسويقه إسلاميا تحت مظلة الجهاد في سبيل الله، وقام بن لادن بدوره

في ذلك قبل 11/9 وبعدها، وكذلك ترك لأتباعه مهمة التبرير التي جمعها الظواهري في

كتابه الأخير «التبرئة» لذا قام صديقه الجهادي «أبو الفضل» بنشر وثيقة «التعرية

لكتاب التبرئة» لاختلافه مع اخوانه عن المفهوم الجهادي الذي استغله اخوان السودان

وفقاً لقول كاتب الوثيقة.

 

وجاء المفهوم الجهادي

للظواهري وأعوانه بداءاً من قتل الأمريكيين وانتهي كالتالي:

 قتال العدو البعيد

أهم من قتال العدو القريب.

 التكفير والقتل

بالجنسية لأنها دليل ولاء وانتماء ورضا بالقوانين في بلاد الكفر.

 جواز قتل كل من

يدفع الضرائب للكفار، لأنه مقاتل بماله.

 قتل الكافر، وبه

يجوز قتل المدنيين في بلاد الكفر.

 قتل المسلم، وبه

يجوز قتل المسلمين المخالطين للكفار.

 إطلاق مبدأ

المعاملة بالمثل من أجل التوسع في القتل بدون تمييز.

 قتال أميركا هو

للدفاع، فيجوز السفر إليها للقتال بدون إذن الوالد وغيره.

 تأشيرة دخول المسلم

لبلاد الكفر ليست عقد أمان، فيجوز له قتلهم.

 ولو كانت هذه

التأشيرة أمانا فيجوز له نقضه لأسباب يأتي ذكرها.

 تأشيرة دخول السياح

بلاد المسلمين ليست أمانا لهم من القتل والخطف.

 

 

 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً