الزيارة الثانية للمشير خليفة حفتر للقاهرة منذ انطلاق عملية طوفان الكرامة تحمل العديد من الدلالات والرسائل، كما يقول الباحث السياسي الليبي المقيم في القاهرة إبراهيم بلقاسم.
وقال بلقاسم، حسبما نقل عنه موقع "روسيا اليوم"، إن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشير حفتر للمرة الثانية في أقل من شهر ما هو إلا دليل واضح على دور مصر في دعم مؤسسات الدولة الليبية من جانب، ومن جانب آخر حرصها على العودة للمسار السياسي والبحث عن تسوية سياسية بين الفرقاء في ليبيا.
اقرأ أيضاً: تفاصيل استقبال الرئيس السيسى للمشير حفتر بقصر الاتحادية
وأشار إلى أن السيسي شدد على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية باعتبارها الضامن لاستقرار ليبيا، علما أن حفتر يستعد لزيارة 4 دول داعمة للمؤسسة العسكرية الليبية وهي مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأضاف بلقاسم أن المواقف الدولية باتت متباينة، ففي المقابل زيارة الرئيس فايز السراج إلى فرنسا وإيطاليا، ثم زيارة مرتقبة إلى بريطانيا وسويسرا وأخيرا تنتهي الجولة الأوروبية لسراج بزيارة هامة متوقعة لموسكو، في محاولة لحشد دعم مواز للدعم الذي يلقاه حفتر من عدة دول عربية.
وقال بلقاسم إن زيارة السراج لفرنسا تزامنت مع قرار مفاجئ أصدره وزير الاقتصاد بحكومة الوفاق بتوقيف عمل 40 شركة أجنبية جلها فرنسية عن العمل في ليبيا بداعي انتهاء الصلاحيات التي منحت لها لممارسة عملها، وهذا رد قاس جدا على فرنسا، وفق بلقاسم.
من جانبه قال محمد حسن عامر، الصحفي المتخصص في الشؤون الخارجية، إن كون هذه هي المرة الثانية التي يستقبل فيها السيسي لحفتر في القاهرة منذ بدء الجيش الليبي عمليته صوب العاصمة الليبية طرابلس في 4 أبريل المنصرم، "فهذا الأمر يحمل كثيرا من الدلالات"، وأهمها أن تلك الزيارة تعكس طبيعة العلاقات بين القيادة المصرية والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي وإن مصر هي رقم مهم في مسار الحل للأزمة الليبية في وقت كانت هناك بعض الدول تسعى لتهميش الدور المصري وتحجيمه في الأزمة سواء بالتقليل من جهودها أو توجيه اتهامات لها بالانحياز.
وتابع عامر: "كما يتزامن استقبال حفتر في مصر مع تحركات بين الدول الأوروبية يقوم بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج بهدف حشد الدعم له في ظل تراجع الضغوطات الدولية المفروضة على حفتر التي رافقت بداية عملية الجيش نحو طرابلس مع التغير الواضح في الموقف الأمريكي ومراوحة إيطاليا نسبيا مواقفها البعيدة عن قائد الجيش الليبي".
وأضاف: "أظن أن لقاء السيسي بحفتر حمل رسائل أمريكية من العملية العسكرية في طرابلس في ظل العلاقات الجيدة بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب والتي في رأيي ساهمت في تغيير البوصلة الأمريكية حيال عملية طرابلس على الأقل داخل البيت الأبيض".
ولفت إلى أن زيارة حفتر تأتي في وقت تكثف قطر وتركيا من تحركاتهما لدعم حكومة طرابلس الخاضعة لسيطرة تيارات الإسلام السياسي خاصة وأن طرابلس باتت موطئ القدم الأخير لهذه التيارات المعروف موقفها من مصر وموقف مصر منها.
وأشار عامر إلى التوازن في التعاطي المصري مع الأزمة الليبية، فمن ناحية تم التأكيد على دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب وفي الوقت ذاته دعم مسار الحل السياسي وقيام مؤسسات الدولة الليبية.