أشعلت مريم النار في جسدها، ووجدت أن نار الحريق أهون عليها من أن تستيقظ من نومها على أصابع أبيها وهي تعبث في أماكن حساسة من جسدها، لتسأله في كل مرة، "ماذا تفعل بي يا بابا فيجيبها "يا مريم بهزر معاكي الجزء اللي فوق ده بتاعي والجزء اللي تحت بتاع جوزك" وتظل مريم لمدة خمس سنوات لا تدرك ماذا يفعل والدها في جسدها بعد أن يتسلل كل يوم إلى غرفتها ويعتلي سريرها، وتوقظها أنفاسه المزعجه، حتى أدركت شيئا فشيئا وبدأت تحدث زوجة أبيها، ما يفعله والدها بها أثناء غيابها عن البيت خاصة في أخر مرة تركته وذهبت غضبانة عند أهلها.
قالت الطفلة مريم التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما لـ "أهل مصر"، إنها سكبت زجاجة "التن" على نفسها وأشعلت عود كبريت ولم ترى بعدها إلا نارا تتوهج وتلتهم كل جسدها، وصرخت بصوت عالي لتستغيث بزوجة أبيها التي حاولت إطفاء النار ولفها بغطاء سرير "مفرش" ثم تجمع الجيران على مصدر الصراخ وتم نقلها إلى المستشفى.
تابعت مريم، "أن مأساتها بدأت وهي في سن تسع سنوات عندما طلب والدها أن تعيش معه وزوجته وتترك والدتها المتزوجة بآخر، فأخذ الأب الذي يدعى "حمدان عمر محمد " ويعمل في صيانة الأجهزة الكهربائية بمنطقة المساندة بالعياط بجوار الجمعية الشرعية، في التماس مناطق حساسة بجسدها أثناء إاستغراقها في النوم، ولكنها كانت لا تدرك وعندما تأكدت من افعاله الغريبة قالت لوالدتها عبر التليفون وقامت هي بالإتصال بزوجة الأب التي أبلغتها أن أفعال الأب في ابنته شيطانية، وأنها حذرته بأن يتوقف عن أفعاله وتحرشه بفتتاته وإلا ستبلغ عنه الشرطة، ووعدها حمدان، بأنه سيحاول.
واستطردت الطفلة، بأن زوجة أبيها طمأنت والدتها وقالت لها، "اطمني عملت ترباس على باب غرفتها ومش هايدخل عليها تاني وهي نايمة ولكنه استمر يستقوى على الباب بطرقه الخاصة حتى يتمكن من الدخول لغرفة الصغيرة، وبعد أن أعلمت مريم والدتها وزوجته قرر الأب أن ينتقم منها بالضرب المبرح وحرمانها من حضور امتحان آخر العام، ومع استمرار أفعاله في التحرش بها لم تجد مريم سوى التخلص من حياتها باشعال النار في جسدها.
وفجرت مريم مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن ذكرت أن والدها كان ضمن المعتصمين بميدان رابعة العدوية، والمقيمين بينهم بصفة مستمرة، وكانت يأخذها معه ويحضر لها القائمون على الأعتصام الطعام والألعاب والهدايا، ولكنه بعد عمليات فض الميدان من قبل قوات الشرطة، غير حمدان من مظهره بعد إرتداء الجلباب وإطلاق لحيته، أصبح يرتدي "بنطلون وقميص"، وقصر لحيته، مضيفة أنهم كانوا من سكان منطقة التونسي بالسيدة عائشة ثم غير الأب مكان إقامته لمنطقة مركز العياط بالجيزة.
وتمكث مريم داخل إحدى المستشفيات بالقاهرة تتلقى العلاج وحسب تقرير الأطباء فأن إصاباتها بالحروق من الدرجة الثالثة وتحتاج إلى ما يقرب إلى خمس عمليات تجميل ستجرى لها على مراحل .