قال الدكتور محمد مختار جمعة، إن العبودية هي صفة الأنبياء والمرسلين، قال تعالى:” وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ”، وقال :” وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ “، وقال عن سيدنا زكريا (عليه السلام) :” ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا”، وحينما تحدث عن نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا” ، وقال :” فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى” ولقد جاءت أوصاف عباد الرحمن في قوله تعالى:” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا”، فأول صفة من صفات عباد الرحمن التواضع ، والاستكبار صفة من صفات إبليس.
بعد عدم نشر خاطرة التراويح.. هل فتحت الأوقاف باب الاجتهاد للأئمة؟
وأضاف الوزير، في حلقة من برنامج الروضة النبوية الذي يذاع على الفضائية المصرية، أما الصفة الثانية فهي مقابلة السيئة بالحسنة “وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”،ومن صفات عباد الرحمن :” وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” فلا يمكن لعبد من عباد الله أن يكون قاتلا بغير الحق، وقد بين القرآن الكريم أنه:” مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” فالإحياء الحقيقي لا يكون إلا لله (عز وجل) ، وأما في الآية فهي أمر مجازي ، والمعنى : من حافظ على حياتها ، ودفع عنها الأذى وسبل الهلاك ، سواء بكف شر الإرهاب والإرهابيين عنها ، أو بتوفير ما يؤدي إلى استمرار حياتها مما ليس منه بد من ضرورات الحياة ، فكأنما حافظ على حياة الناس جميعا , وبذلك يكون وفق منطوق الآية الكريمة ”فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا “.
ولفت إلى أن التواضع والحب والألفة ومقابلة السيئة بالحسنة من أهم صفات المؤمنين , كما أن الحفاظ على حياة الناس وكف الأذى عنهم هو حياة للناس جميعا.