قال الشيخ محمد عبد السلام في الحلقة الأخيرة من برنامج إنسانيات على قناة صدى البلد إن حسن الظن بالله مطلوب في كل شئ حتي عند ضيق الرزق وكثرة الديون مصداقا لقول الله في الحديث القدسي أنا عند حسن ظن عبدي بي النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ووجد رجل يبكي سأله النبى صلى الله عليه وسلم عما يبكيه، فقال الرجل للنبى صلى الله عليه وسلم ديون قد لزمتني، فماذا قال له النبي علمه هذا الدعاء اذا اصحبت واذا امسيت فقل اللهم أني اعود بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
حسن الظن بالله عند ضيق الرزق
وأثر حسن الظن بالله على المؤمن في حياته كبير وكثير، فإن الإنسان المسلم إذا أحسن الظن بربه فإنه يعتقد بأن الله سينصر دينه، ولن يتخلى عن المجاهدين في سبيله، وأنه لن يترك الدعاة بل يوفقهم إذا أرادوا وجهه، ومن هنا ينطلق الدعاة للعمل، وإلا فلو أساء هؤلاء الظن بالله وقالوا: لا فائدة من الدعوة، ولا فائدة من العمل للدين فإن الله لن ينصر دينه.
وقال ابن القيم رحمه الله بوجه من الوجوه، قال: فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق، ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله، ولسان حاله يقول، ولو ما قالها بلسان الفم: ظلمني ربي ومنعني ما أستحق، ونفسه تشهد عليه بذلك، ولكن لا يتجاسر على التصريح به بلسانه، ومن فتش نفسه وتغلل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك كامناً فيها كمون النار في الزناد، فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده، ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده معاتبة للقدر ولوماً لما كتب الله، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا ولكن القدر جعله كذا وكذا، وهكذا مستقل ومستكثر، وإذا نجوت من هذه يا عبد الله فأنت على خير عظيم.